الوجْهِ الثَّاني: أَنَّ قولَه: «لم
يكتفُوا بجعْل العِبادة كما قرَّرها الإِسْلامُ في القُرْآنِ والسُّنَّةِ»؛
فِرْيةٌ عظيمةٌ واتِّهامٌ خطيرٌ لعلماء دعْوة التَّوحيد في نَجَدٍ بأَنَّهم
ابْتَدَعُوا عباداتٍ لم يَشْرَعْها اللهُ ورَسُولُه.
ولكنَّ الله فَضَحَه
وبيَّن كذِبَه، حيث لم يجدْ مثالاً لِمَا قال إلاَّ تحريم الدُّخان، وهذا ممَّا
يدلُّ على جهْله؛ فإِنَّ تحريم الدُّخان ليس مِن قِسم العِبادات والعقائِدِ،
وإِنَّما هو مِن قِسْم الأَطْعِمَة والحلالِ والحرامِ والفروعِِِ.
وأَيْضًا؛ فإِنَّ
تحريمَ الدُّخان لمْ يخْتصَّ به علماء الدَّعْوة في نَجَدٍ، بل حرَّمه غيرُهم مِن
علماء الأُمَّة؛ لخُبْثِه وضررِه، وها هي الآن تُقام أَنْشطةٌ مكثَّفةٌ للتَّحْذير
مِن شُرْب الدُّخان وتوعيةِ النَّاس بأَضْراره مِن قِبَل المُنظَّمات
الصِّحِّيَّةِ العالَمِيَّةِ.
وقوله: «حتَّى إِنَّ
العامَّةَ منهم يعتبرون المُدخِّن كالمُشْرِك».
هذه فِرْيةٌ أُخْرى،
ولو صحَّ أَنَّ أَحَدًا مِن العامَّة حَصَل منه ذلك؛ فالعاميُّ ليس بحُجَّةٍ يُعاب
به أَهْلُ العلْم، ولكنَّ عوَّام أَهْل نَجَدٍ -والحمد لله- يعرفون من الحقِّ
أَكْثرَ ممَّا يعرفه علماءُ الضَّلال، يعرفون ما هو الشِّرْك وما هو المُحرَّم
الذي لا يُعدُّ شِرْكًا بمَا يقرءُون وما يسمعون مِن دروسِ التَّوحيد وكتُبِ
العقائد الصَّحيحةِ.
الوجْهِ الثَّالثِ:
قولُه: «كانوا في أَوَّل أَمْرهم يُحرِّمون القهْوةَ وما يُماثِلها».
نقول: هذا كَذِبٌ ظاهرٌ،
ولم يأْتِ بمَا يُثْبِت ُما يقول، وما زال علماءُ نَجَدٍ وعامَّتَهم يشربون
القهْوة في مُخْتلَف العصور، وهذه كتُبُهم وفتاواهم ليس فيها شيءٌ يُؤَيِّد ما
يقوله، بل فيها ما يُكذِّبه؛ فإِنَّ الشَّيْخَ