×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

عَبْدَ اللَّطِيفِ بنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رحمه الله أَنْكَر على مَن قال بتحريم القهْوة مِن الجُهَّال، وردَّ عليه، وله في ذلك رسالةٌ مطبوعةٌ مشهورةٌ.

الوجْهِ الرابعِ: قولُه: «إِنَّ الوهَّابيَّةَ لم تقتصرْ على الدَّعْوة المُجرَّدةِ، بل عمدتْ إِلَى حمْل السَّيف لمُحارَبة المُخالِفين لهم باعتبار أَنَّهم يُحارِبون البِدَع».

أَقُول: أَوَّلاً: قولُه: «إِنَّ الوهَّابيَّةَ لم تقتصرْ على الدَّعْوةِ المُجرَّدةِ»؛ يدلُّ على جهْله، فإِنَّ الدَّعْوةَ المُجرَّدةَ لا تكفي مع القُدْرة على مجاهدة أَعْداءِ الإِسْلام؛ لأَنَّ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم جَاءَ بالدَّعْوة والجِهادِ في سبيل الله.

ثانيًا: قولُه: «إِنَّهم حملوا السَّيْفَ لمُحارَبة مَن خَالَفَهم». هذا كَذِبٌ عليهم؛ فإِنَّهم لم يُحارِبوا خُصومَهم لمُجرَّد مُخالفتِهم، بل حَارَبُوهم لأَحَدِ أَمْرَيْنِ: إِمَّا للدِّفاع عن أَنْفسهم إِذَا اعْتَدَى عليهم أَحَدٌ، وإِمَّا لإِزَالة الشِّرْك إِذَا احْتَاجَتْ إِزَالتُه إِلَى قتالٍ، وتاريخُ غَزَوَاتِهم شاهدٌ بذلك، وهو مطبوعٌ متداولٌ في أَكْثَرَ مِن كتابٍ.

الوجْهِ الخامسِ: قولُه: «إِنَّها كانتْ كلَّما مُكِّن لها مِن قريةٍ أَوْ مدينةٍ؛ أَتَتْ على الأَضْرحة هدْمًا وتخريبًا».

أَقُول: هذا مِن فضائِلِهم، وإِنْ عدَّه هو وأَضْرابُه مِن معايِبِهم؛ لأَنَّهم يُنفِّذون بذلك وصِيَّةَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم بقوله لعَلِيٍّ رضي الله عنه: «لاَ تَدَعْ قَبْرًا مُشْرِفًا إلاَّ سَوَّيْتَهُ» ([1]).

فأَيُّ عيْبٍ في ذلك إِذَا أَزَالُوا مظاهرَ الوَثَنِيَّة، وعمَلُوا بالسُّنَّةِ النَّبويَّةِ؟!


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (969).