قال تعالى: ﴿وَلَا تَقۡفُ مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۚ إِنَّ ٱلسَّمۡعَ
وَٱلۡبَصَرَ وَٱلۡفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَٰٓئِكَ كَانَ عَنۡهُ مَسُۡٔولٗا﴾ [الإسراء: 36].
وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ
قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ﴾ [الحجرات: 6].
إِلاَّ أَنَّ
الشَّيْخَ أَبَا زَهْرَةَ تَجَاهَلَ ذلك كلَّه، ونَسَب إِلَى الشَّيْخَيْنِ
الإِمامَيْنِ الجلِيلَيْنِ: الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّين ابْنِ تَيْمِيَّةَ،
والشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ ما لا يليق بمقامهما، وما يتنزَّهان
عنه من التُّهَمِ الباطلةِ، والتَّهجُّمِ السَّخيفِ؛ اعتمادًا على ما يقوله عنهما
خصومُهما، وما يُروِّجه المُخرِّفون ضِدَّهما؛ غيرَ مُتقيِّدٍ بضوابط البحْثِ
العلْميِّ، ولا خائِفٍ من الوعيد الذي توعَّد الله به مَن أَقْدَمَ على مثل هذا
العمل!!
وإِلَيك بيان هذه
التُّهَم مع الرَّدِّ عليها، سائِلين الله تعالى أَنْ يُرِيَنا الحقَّ حقًّا
ويَرْزُقَنا اتِّباعَه، ويُرِيَنا الباطلَ باطلاً ويرزقَنا اجْتنابَه.
أولاً: ما نَسَبَه
إِلَى شيخ الإِسْلام ابْنِ تَيْمِيَّةَ:
1- في (ص: 187) قال:
إِنَّه أَضَاف إِلَى مذْهب السَّلَف أُمورًا أُخْرى قد بعثت إِلَى التَّفْكير
فيها.
أَقُول: هذا من الافتراء
على شيخ الإِسْلام ابْنِ تَيْمِيَّةَ أَنَّه قد أَحْدَثَ أُمورًا مِن عند نفسه،
وزَادَها على مذهب السَّلَف، وهو اتِّهامٌ خطيرٌ، قد بَرَّأَ الله منه شيخَ
الإِسْلام؛ فإِنَّه لم يزد شيئًا، ولم يخترع شيئًا من عند نفسه، وإِنَّما دعا
إِلَى مذهب السَّلَف، وبيَّنه، ودَافَعَ عنه بأَمَانةٍ وإِخْلاصٍ.
يشهد لذلك أَنَّ ما
في كتُبِه ورسائِلِه يتطابق تمامَ التَّطابُّق مع ما ذَكَره الأَئِمَّةُ مِن قبْلِه
في كتُبِهم، وهو إِنَّما ينقل كلامهم، ويَعْزُوه إِلَى مصادره المعروفةِ؛ من غيرِ
زِيادةٍ ولا نُقْصانٍ.