فأَثْبَتَ له
السَّمْعَ والبَصَرَ، ونَفَى عنه أَنْ يُماثِلَه شيءٌ. وهكذا سائِرُ الصِّفات.
فدلَّ على أَنَّ
إِثْباتِ الصِّفات لا يلزم منه التَّشْبيه؛ كما يقوله أَبُو زَهْرَةَ وأَضْرَابُه.
ومن العجب أَنْ
يحتجَّ على بُطْلان ما ذَكَرَه شيْخُ الإِسْلام مِن إِثْبات صفات الله على ما يليق
به سُبْحانه؛ بمُخالفة الغَزَالِيِّ والمَاتُرِيدِيِّ وابنِ الجَوْزِيِّ له،
ويُرجِّح مذْهبَهم، فيقول: «ولذلك نحن نُرجِّح مِنْهاجَ الماتريديِّ، ومِنْهاجَ
ابنِ الجوزيِّ، ومِنْهاجَ الغزاليِّ»!!
هكذا يرغب أَبُو
زَهْرَةَ عن مذهب السَّلَف إِلَى مذهب هَؤُلاءِ !! وللنَّاس فيما يعشقون مذاهبُ !!
لكنَّه استبدل
الباطلَ بالحقِّ، واستبدل الذي هو أَدْنى بالذي هو خير، ﴿بِئۡسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلٗا﴾ [الكهف: 50].
4- ينسب القول
بالمجاز إِلَى الصَّحابة، فيقول: «إِنَّ الصَّحابة كانوا يُفسِّرون بالمجاز إِنْ
تعذَّر إِطْلاقُ الحقيقة؛ كما يُفسِّرون بالحقيقة في ذاتها».
هكذا قال في حقِّ
الصَّحابة؛ ينسب إِلَيهم القولَ بالمجاز في تفسير كلام الله، وأَنَّهم يتركون
الحقيقةَ، وكأَنَّه بهذا يُريد أَنْ ينسب إِلَى الصَّحابة نفْيَ الصِّفات، وحمْلَ
نُصوصِها على خلاف الحقيقة !
وكفى بهذا تقوَّلاً
على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بدون دليلٍ ولا بُرْهانٍ، لكنَّه الهوى
والانْتِصارُ للباطل.
وهذا تَجَاوَزَ مِن
اتِّهام ابنِ تَيْمِيَّةَ إِلَى اتِّهام الصَّحابة بمَا هُمْ بريئُون منه؛ فإِذَا
لمْ يُعرَفِ المجازُ إلاَّ مُتأَخِّرًا، أَحْدَثَه الأَعَاجمُ الذين ليسوا حُجَّةً
في اللُّغة والتَّفْسيرِ.