×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

5- في (ص 199) نَسَبَ إِلَى الشَّيْخ القولَ بأَنَّ الله لا يُيَسِّرُ الإِنْسانََ لفعْل الشَّرِّ، حيث قال: «وبهذا يُقرِّر ابنُ تَيْمِيَّةَ ثلاثةَ أُمورٍ... ثالثها: أَنَّ الله تعالى يُيَسِّرُ فعْلَ الخَيْر ويرضاه ويُحِبُّه، ولا يُيَسِّرُ فعْلَ الشَّرِّ ولا يُحِبُّه، وهو في هذا يفترق عن المعتزلة». كذا قال!

وهذا كَذَبَ على الشَّيْخ؛ لأَنَّه كغيره مِن أَئِمَّةِ الهُدى يرون أَنَّ الله قدَّر الخيْرَ والشَّرَّ، وأَنَّه لا يجري في مُلْكه ما لا يُريد، فالشَّرُّ يجري على العبْد بسبب تصرُّفاتِه السَّيِّئَةِ، وهو من قِبَلِ الله تعالى قدرًا، وبإِرَادَتِه الكونيَّةِ؛ قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ ٨ وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ ٩ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡعُسۡرَىٰ [الليل: 8- 10]. وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ» ([1]).

6- في (ص 199- 200) يقول: «أَمَّا ابنُ تَيْمِيَّةَ؛ فيرى أَنَّه لا تلازمَ بيْن الأَمْر والإِرَادَةِ، فالله سبحانه وتعالى يُريد الطَّاعات ويَأْمُر بها، ولا يُرِيد المعاصي التي تَقَعُ مِن بني آدَمَ، وينْهى عنها، وإِرَادَتُه للمعاصي من ناحية إِرَادَةِ أَسْبابِها» انتهى.

وأَقُول: في هذا الذي نَسَبَه إِلَى الشَّيْخ إِجْمالٌ ينبغي تفْصيلُه:

فقوله: «لا تلازم بيْن الأَمْر والإِرَادَةِ»: الصَّواب أَنْ يُقال: لا تلازم بيْن الأَمْرِ الشَّرعيِّ والإِرَادَةِ الكونيَّةِ، فقد يَأْمُر شرعًا بما لا يُرِيده كونًا؛ مثْل الإِيْمان مِن الكافر، وقد يُريد كونًا ما لا يَأْمُر به شرعًا؛ مثْل الكُفْر والمعاصي.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4949)، ومسلم رقم (2647).