×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

وجاء أيضًا في الكتاب حِكَايَاتٌ كثيرة في أحوال الموتى، والأرواح، وأنواع العذاب في القبور، لا تجوز كتابتها، ولا قراءتها؛ لأنَّ أَحْوَالَ البَرْزَخِ مِنْ علم الغيب الَّذي لا يجوز الكلام فيه إلاَّ بدليل صحيح من كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا من أصول العقيدة عند الشَّيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب رحمه الله وعند غيره من أهل السُّنَّة.

قال الشَّيخ محمَّد رحمه الله في بيان عقيدته لمَّا سئل عنها: «وأَعْتَقِدُ الإيمانَ بكلِّ ما أخبر به النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ممَّا يكون بعد الموت، فأُومِنُ بِفِتْنَةِ القبر، ونعيمه». انتهى من «الدُّرر السَّنيَّة» (1/ 29).

ومن هذه الحكايات ما جاء في صفحة (47- 51) في تكلُّم الأموات بعد موتهم، وذلك ما يُنَزَّهُ الشَّيخُ محمَّدٌ عن كتابته، فضلاً عن الاستدلال به؛ لأنَّ الشَّيْخَ إِمَامٌ جَلِيلٌ، لا يجمع ما هَبَّ ودبَّ دون تمحيص، ودراية، ومن قرأ كتبه ورسائله، عرف أنَّ هذا الكِتَابَ يتعارض مع منهجه، وأنَّه لا يليق به؛ لأنَّه شديد التَّمسُّك بالكتاب، والسُّنَّة، وما عليه الأئمَّة بعيد كلَّ البُعْدِ عن اقتناص الرِّوايات الضَّعيفة، والحكايات الهزيلة، من أمثال ما يشتمل عليه هذا الكتاب.

يقول رحمه الله في بيان منهجه، في معرض إجابته لبعض من سأله عمَّا هو عليه، وما يدعو النَّاس إليه: «أمَّا ما نحن عليه من الدِّين، فعلى دين الإسلام الَّذي قال الله فيه: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [آل عمران: 85].وأمَّا ما دَعَوْنَا النَّاس إليه، فندعوهم إلى التَّوحيد الَّذي قال الله فيه خطابًا لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ [يوسف: 108]، وقال تعالى: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا [الجن: 18].


الشرح