وأمَّا ما نهينا
النَّاس عنه، فنهيناهم عن الشِّرك الَّذي قال الله فيه: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ
ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ﴾ [المائدة: 72]. إلى أن قال: وأمَّا ما ذكرتم من حقيقة
الاجتهاد، فنحن مقلِّدون الكتاب والسُّنَّة وصالح سلف الأمَّة وما عليه الاعتماد
من أقوال الأئمَّة الأربعة: أبي حنيفة النُّعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمَّد
بن إدريس، وأحمد بن حنبل، رحمهم الله تعالى. إلى أن قال رحمه الله: وما جئنا بشيء
يخالف النَّقل، ولا ينكره العقل». انظر: «الدُّرر السَّنيَّة» (1/ 62- 64).
وقال أيضًا: «وأخبرك
أنِّي - ولله الحمد - متَّبع، لَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، عقيدتي وديني الَّذي أدين الله
به هو مذهب أهل السُّنَّة والجماعة، الَّذي عليه أئمَّة المسلمين، مثل الأئمَّة
الأربعة، وأتباعهم، إلى يوم القيامة». «الدُّرر السَّنيَّة» (1/ 54).
هذا مَنْهَجُهُ رحمه
الله فإذا عَرَضْتَ هذا الكتاب عليه، وجدته لا يتناسب معه؛ لما يشتمل عليه من
روايات واهية، وحكايات غريبة، وبدع مخالفة للسُّنَّة، من أمثال تلقين الميِّت بعد
دفنه، والقراءة على المقابر، وغير ذلك، ومن قرأ هذا الكتاب، جزم أنَّه ليس من
مؤلَّفات شيخ الإسلام محمَّد بن عبد الوهَّاب، ولكنَّ المُغْرِضِينَ أرادوا التَّشويش
على الَّذين لا يعرفون منهج الشَّيخ، وأسلوبه في التَّأليف، أو أرادوا أن يتَّخذوه
حجَّة لهم في الطَّعن على الشَّيخ، أو التَّبرير لما هم عليه من البدع، أَوْ
غَيْرَ ذلك من الأغراض، ولكنَّها - والحمد لله - حجَّة داحضة، وكَرَّة خاسرة.