×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

بالاً، ومنهم من لا يعرف أصل هذا الكلام، ولا من أين جاء، فأردت أن أوضِّح للنَّاس أصل ذلك، وأبيِّن بطلانه، وأنَّه مِنْ أَعْظَمِ المَهَالِكِ».

تعجب السيابي من كون أهل السنة لا يعملون بقول الخوارج في الخروج على الولاة:

قال السَّيَّابيُّ: «والبعض من أولئك العلماء - الَّذين حَكَى عَنْهُمْ فَضِيلَتُهُ الأَقْوَالَ الحَمَاسِيَّةَ المُلْتَهِبَةَ بِقَتْلِ منكر الرُّؤْيَة - لم يَثْبُتْ عنهم أنَّهم قاموا بذلك، أو أَمَرُوا به في مواجهة الجَوَرَةِ الظَّلمَةِ الَّذين اسْتَعْبَدُوا عِبَادَ الله، واتَّخَذُوهُم خولاً، وَمَالَ اللهِ دُوَلاً...» إلى آَخِرِ مَا قَالَ.

نقول: هذا القَوْلُ يتمشَّى مع منطق الخوارج الَّذين يرون الخروج على الأئمَّة الظَّلمة، وأهل السُّنَّة لا يرون ذلك؛ امتثالاً لأوامر الرَّسول صلى الله عليه وسلم بالسَّمع والطَّاعة لولاة الأمور، وإن جاروا، وإن ظلموا؛ ما لم يصدر منهم كفر بواح.

وأيضًا هو سوَّى بين جَوْرِ الولاة، وبين القول بنفي الرُّؤية، وهذا يدلُّ على جهله، أو على تلبيسه؛ فإنَّ جَوْرَ الولاة لا يقتضي الكفر، وَنَفْيُ الرُّؤية يقتضي الكفر؛ لأنَّه تَكْذِيبٌ لله، ولرسوله، وَلِمَا عَلَيْهِ أئمَّةُ المسلمين.


الشرح