×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 إنكار السيابي لعلاقة الإباضية بالجهمية والرد عليه:

قال السَّيَّابيُّ: «يركِّز صَاحِبُ الفتوى «يعني: الشَّيْخَ عَبْدَ العزيز» على أنَّ كلَّ مَنْ يُنْكِرُ رُؤْيَةَ الله تعالى، فَهُوَ جَهْمِيٌّ، فما علاقة الإباضيَّة بالجهميَّة؟! إنَّ جَهْمَ بْنَ صَفْوَانَ وَأَصْحَابَهُ لم تَظْهَرْ آَرَاؤُهُم إلاَّ في الرُّبع الأوَّل من القرن الثَّاني الهجريِّ، وأئمَّة الإباضيَّة وعلماءهم كانوا في القرن الأوَّلِ الهجريِّ» إلى أن قال: «وَهَلْ مُوَافَقَةُ الجَهْمِيَّةِ للإباضيَّة في إنكار الرُّؤية - ولعلَّها المَسْأَلَةُ الوَحِيدَةُ الَّتي وَفَّقَ اللهُ الجَهْمِيَّةَ إلى قَوْلِ الحقِّ فيها - تجعل الجَهْمِيَّةَ من الإباضيَّة، أو الإباضيَّة من الجهميَّة؟».

والجواب عن ذلك:

أوَّلاً: إنَّ الَّذي قال: «من لم يؤمن بالرُّؤية، فَهُوَ جَهْمِيٌّ»، ليس هو صاحب الفتوى، وإنَّما هو سفيان بن عيينة، والإمام أحمد، والشَّيخ عبد العزيز نقل ذلك عنهم.

ثانيًا: إنَّ الجَهْمِيَّةَ هم الَّذين شَهَرُوا وَنَشَرُوا القَوْلَ بِنَفْيِ الأسماء والصِّفاتِ؛ من الرُّؤية وَغَيْرِهَا، فَنُسِبَ القَوْلُ إليهم بهذا الاعتبار، وإن كان الإبَاضِيَّةُ - كما قال المُعْتَرِضُ - لَهَمُ السَّبْقُ في نَفْيِ الرُّؤْيَةِ قَبْلَ وُجُودِ الجَهْمِيَّةِ، وَأَنَّ اللهَ وَفَّقَ الجَهْمِيَّةَ لاتِّبَاعِهِم في هذا الضَّلالِ، فَهُوَ شَرٌّ لا يُحْسَدُونَ عليه كلُّهم، وبئس التَّابعُ، وَبِئْسَ المَتْبُوعُ فِي مُخَالَفَةِ كِتَابِ الله، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ، وما عليه أئمَّةُ المُسْلِمِينَ؛ ﴿لِيَحۡمِلُوٓاْ أَوۡزَارَهُمۡ كَامِلَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَمِنۡ أَوۡزَارِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيۡرِ عِلۡمٍۗ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ [النحل: 25]

وقد ذكر الله عن الأحزاب الضَّالَّة أنَّها تَفْرَحُ بما عِنْدَهَا مِنَ الضَّلالِ، فقال: ﴿كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ [المؤمنون: 53].


الشرح