نظرة السيابي إلى
أدلة أهل السنة على إثبات الرؤية والرد عليها:
قال السَّيَّابيُّ: «إنَّ الحُجَّةَ
الَّتي يَسْتَنِدُ إليها الكَثِيرُ مِنْ أُولَئِكَ العُلَمَاءِ الَّذين ذَكَرَهُمُ
الشَّيْخُ ابْنُ بَازٍ نَقْلاً عن ابْنِ القيِّمِ هي قَوْلُهُ تعالى: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ
نَّاضِرَةٌ ٢٢ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَة﴾ [القيامة: 22- 23].
والشَّيْخُ ابْنُ
بَازٍ يَسْتَأْنِسُ بهذا الاحتجاج أيَّمَا استئناس، والسُّؤال هو: أيُّ دليل له في
هذه الآية بثبوت رؤية الله عز وجل وَمَذْهَبُهُ قَائِمٌ على إنكار المجاز في
القرآن، والمتأمِّل يرى أنَّ الآيَةَ الكريمة قد أَسْنَدَتِ النَّظر إلى الوجوه؟
فهل تكون الرُّؤية بالوجه؟ إنَّ هذا لم يثبت في كلام العرب على الإطلاق، وإنَّما
تكون الرُّؤية بالعين...» إلى آخِرِ مَا قال.
والجواب عن ذلك أن
نقول:
أوَّلاً: ليست الحُجَّةُ
الَّتي يستند إليها العلماء في إثبات الرُّؤية مَقْصُورَةً على الآيَةِ المذكورة،
وَإِنْ كانت كَافِيَةً، بل هناك آيَاتٌ وَآَيَاتٌ وَأَحَادِيثُ مُتَوَاتِرَةٌ في
إثبات الرُّؤية.
ثانيًا: قَوْلُهُ: «إنَّ
الآيةَ الكَرِيمَةَ قد أَسْنَدَتِ النَّظَرَ إلى الوُجُوهِ، فهل تكُونُ
الرُّؤْيَةُ بالوَجْهِ؟» هذا مِنَ المُغَالَطَةِ المضحكة؛ لأنَّ أحدًا مهما بلغ من
الغباوة لا يفهم هذا الفهم الَّذي ذكره، وإنَّما يفهم كُلُّ أَحَدٍ أنَّ الوُجُوهَ
تَنْظُرُ بِأَعْيُنِهَا؛ كما إذا قُلْتَ: رَأَيْتُ زَيْدًا، وَنَظَرْتُ إِلَيْهِ،
فَهَلْ يَفْهَمُ أَحَدٌ أنَّكَ رَأَيْتَهُ بِجِسْمِكَ؟! أو لا يَفْهَمُ إلاَّ
أنَّك رَأَيْتَهُ بعينيك؟! لكنَّها المُغَالَطَةُ الفارغة.
اعتراض بارد ورده:
قال السَّيَّابيُّ
متسائلاً: «ما هي المُنَاسَبَةُ الَّتي بين هذه الآية: ﴿وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ ٢٢ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَة﴾ [القيامة: 22- 23]،
وَبَيْنَ الآية التي بعدها: