×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الإِْيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ» ([1]).

فَيَكُونُ الرَّسُولُ عَلَى مُقْتَضَى قول السَّيَّابيِّ قد طلب من الله ما لا يجوز له طلبه، واعتدى في دعائه كاعتداء اليهود والمشركين لمَّا طلبوا أن يروا الله جَهْرَةً!!

ما أعظم هذه الفرية! نسأل الله العافية.

الوجه الرَّابع: أمَّا قوله: «فإن قيل: إنَّ امْتِنَاعَهَا عن اليهود والمشركين إنَّما هو لِكُفْرِهِم. فالجَوَابُ أَيْضًا أنَّ اللهَ لم يَعِدْهُمْ بها لو اهتدوا واستقاموا»، فعنه جوابان:

الأوَّل: أنَّ امْتِنَاعَهَا عَنْهُمْ ليس لِكُفْرِهِم فقط، بل ولأنَّها غَيْرُ ممكنة؛ لا لهم، ولا لغيرهم في الدُّنيا.

الثَّاني: قوله: «إنَّ الله لم يَعِدْهُم لو اهتدوا واستقاموا» قَوْلٌ بَاطِلٌ، وَكَذِبٌ على الله؛ فقد وَعَدَ اللهُ مَنْ آَمَنَ به واهتدى، أن يُكْرِمَهُ بالنَّظر إلى وجهه الكريم، ورؤيته يوم القيامة؛ كما دلَّ على ذلك القرآن، والسُّنَّة المتواترة، وإجماع أهل الحقِّ، ونفيها تكذيب لهذه النُّصوص، وإهدار لتلك الأدلَّة، وتعطيل لها.

زعمه أن القول بعدم تخليد العصاة في النار فكرة يهودية، والرد عليه:

ثمَّ انتقل السَّيَّابيُّ إلى مسألة تخليد أهل الكبائر من المؤمنين في النَّار، فقال: «إنَّ الإبَاضيَّةَ يقولون بخلود مرتكب الكبيرة في نار جهنَّم


الشرح

([1])أخرجه: النسائي رقم (1305)، وأحمد رقم (18325)، والحاكم رقم (1923)، وابْنُ حبَّان (1971).