×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 إذا مات ولم يتب، ولنظرهم الفاحص ولرؤيتهم العميقة بأنَّ عَقِيدَةَ خُرُوجِ العصاة من النَّار أو وَعْدَهُمْ بمغفرة ذنوبهم من غير توبة وإقلاع عن ارتكاب المعاصي، تترتَّب عليها مَفَاسِدُ اجْتِمَاعيَّةٌ خَطِيرَةٌ، وَعَدَمُ الالتزام بمنهج الإسلام وَتَعْلِيمِهِ، وأيُّ فائدة من إسلام مسلم وهو لا يمتثل أَوَامِرَ الإسلام، ولا ينتهي عن نواهيه؟!

والإباضيَّةُ يقولون بأنَّ عَذَابَ النَّار دَرَكَاتٌ؛ كما أنَّ نَعِيمَ الجَنَّةِ دَرَجَاتٌ، والمنشأ التَّاريخيُّ لهذه الفتنة تُبَيِّنُهُ لنا الآيات الكريمة التَّالية: ﴿وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَةٗۚ قُلۡ أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡدٗا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ أَمۡ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٨٠ بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَةٗ وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓ‍َٔتُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ [البقرة: 80- 81]، ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ كِتَٰبِ ٱللَّهِ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ وَهُم مُّعۡرِضُونَ ٢٣ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۖ وَغَرَّهُمۡ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ ٢٤ فَكَيۡفَ إِذَا جَمَعۡنَٰهُمۡ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِ وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ [آل عمران: 23- 25] ».

قال: «لقد بيَّنت الآيات الكريمة السَّالفة الذِّكر أنَّ أماني اليهود -أخزاهم الله تعالى- كانت المَنْشَأَ والمَبْدَأَ لفكرة التَّعلُّق بوعد الله للحصول على ثوابه، وهم يرتكبون المعاصي: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الجاثية: 21].

وجاء قَوْلُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم مؤكِّدًا لهذا المعنى: «الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالأَحْمَقُ «كذا يقول، والصَّواب: العاجز» مَنْ


الشرح