×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 وهكذا؛ لا يستدلُّ مبطل بدليل من الشَّرع إلاَّ وفيه ردٌّ عليه، فسبحان العليم الحكيم الَّذي جعل كلامه لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه.

الوجه الخامس: أنَّه لا حجَّة له في قول الرَّسول صلى الله عليه وسلم: «الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الأَمَانِيَّ» ([1])، لأنَّ مَعْنَاهُ الحَثُّ على العمل الصَّالح، والتَّحذير من الكسل، وليس فيه أنَّ العاصي يُخلَّدُ في النَّار.

تحذيره من عقيدة أهل السنة ووصفها بالتجسيم والإرجاء:

ثمَّ وقف السَّيَّابيُّ موقف النَّاصح والمحذِّر للمسلمين من عقيدة أهل السُّنَّة، فقال: «إنَّ المسلمين في حرب دائمة ومستمرَّة مع أعداء الله اليهود، وعليهم أن يتخلَّصوا أوَّلاً من عقائدهم الفاسدة؛ فإنَّ تَصْحِيحَ العقيدة عَامِلٌ مهمٌّ من عوامل النَّصر».

ثمَّ بيَّن العقيدة الَّتي يحذر منها، حيث قال: «وَيَحْذَرُوا عقيدة التَّجسيم والإرجاء».

وهو يقصد بذلك عقيدة أهل السُّنَّة الَّذين يثبتون رؤية الله عز وجل ويسمِّي هذا تجسيمًا، ويقولون بعدم تخليد المؤمن العاصي في النَّار، يسمِّي هذا إرجاء.

وهذا مِنْ جَهْلِهِ بمعنى الإرجاء، وَبِمَنْ قال به؛ فإنَّ الإرجاء معناه تأخير الأعمال عن مسمَّى الإيمان، وليس هو عَقِيدَةَ أهل السُّنَّة، وإنَّما هو عقيدة الجهميَّة، وهو القول بأنَّ الإيمَانَ مُجَرَّدُ المعرفة بالقلب،


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (17123)، والترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، والحاكم رقم (191).