×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

والجَوَابُ عن هذا من وُجُوهٍ:

الوجه الأوَّل: أنَّ الحقَّ يجب أن يُقَالَ، ويبيَّن للنَّاس، والباطل يجب أن يردَّ في كلِّ مكان، كما أَمَرَ الله بذلك؛ ﴿لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ [الأنفال: 8].

وشَيْخُنَا - حفظه الله - لم يوجِّه هذه الفتوى ابْتِدَاءً حتَّى أتاه السُّؤال المُلِحُّ، فَهَلْ يَلِيقُ به أن يَسْكُتَ وَيَكْتُمَ العِلْمَ وَيَتْرُكَ السَّائِلَ في جَهْلِهِ، لا سِيَّما في هذه المسألة الخطيرة الَّتِي تتعلَّق بأعظم أركان الإسلام بعد الشَّهادتين، وهي الصَّلاة؟!

إنَّنا لو أَخَذْنَا بِقَوْلِ هذا المُعْتَرِضِ، وَسَكَتَ العُلَمَاءُ عن بَيَانِ الحقِّ للنَّاس، لَضَاعَ الحَقُّ، واستطال الباطل، وقُضِيَ على الدِّين، وهذا ما يفرح به الكفَّار في أمريكا وغيرها.

الوجه الثَّاني: أن نقول: إنَّ اجْتِمَاعَ المسلمين وَاتِّحَادَهُم وَوُقُوفَهُمْ فِي وَجْهِ عدوِّهم أَمْرٌ مطلوب وَهَدَفٌ نَبِيلٌ، ولكن هذا لا يتحقَّق إلاَّ إذا اعتصموا بكتاب ربِّهم وسنَّة نبيِّهم، وتركوا المذاهب الباطلة، والأقوال الخاطئة، ولا سيَّما في العقيدة الَّتي هي أساس الدِّين، ومدلول الشَّهادتين.

وقال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103] ؛ وحبل الله هو القرآن العزيز، وقال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ [النساء: 59].

فأوجب -سبحانه- الرُّجوع إلى الكتاب والسُّنَّة؛ لِحَسْمِ النِّزاع، وَقَطْعِ دَابِرِ الخِلافِ، ولم يَقُلْ: لِيَبْقَ كلُّ واحد على رأيه المخالف للكتاب لأَجْلِ الوحدة؛ الوحدة لا تُمْكِنُ إلاَّ باتِّخاذ الأسباب المؤدِّية إليها،


الشرح