×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

وقد نَقَلَ السَّيَّابيُّ في ردِّه أبياتًا هي حجَّة عليه؛ لأنَّ الشَّاعِرَ فيها يدعو إلى ترك المذاهب الضَّالَّة، والرُّجوع إلى ما دلَّ عليه الكتاب والسُّنَّة، حيث يقول فيها:

وَمَا الدِّينُ إلاَّ وَاحِدٌ وَالَّذِي نَرَى *** ضَلالاتُ أَتْبَاعِ الهَوَى تَتَقَارَعُ

وَمَا تَرَكَ المُخْتَارُ أَلْفَ دِيَانَةٍ *** وَلا جَاءَ فِي القُرْآَنِ هَذَا التَّنَازُعُ

فَيَا لَيْتَ أَهْلَ الدِّينِ لَمْ يَتَفَرَّقوا *** وَلَيْتَ نِظَامَ الدِّينِ لِلكُلِّ جَامِعُ

فمضمون هذه الأبيات إنكار المذاهب الباطلة، والدَّعوة إلى تَرْكِهَا، ومن أعظمها: إنكار رؤية الله في الآخرة، وإنكار صفات الله عز وجل الَّتي مِنْ أَعْظَمِهَا كَلامُهُ، وأنَّ هذا ليس ممَّا جاء به المُخْتَارُ صلى الله عليه وسلم.

وما قال هذا الشَّاعِرُ هو ما يدعو إليه سماحة الشَّيْخِ عبد العزيز في فتواه، ويدعو إليه كُلَّ عَالِمٍ محقِّقٍ وَدَاعٍ إلى الله على بصيرة.

أمَّا الَّذي يدعو إلى عَدَمِ إنكار المذاهب الباطلة، والعقائد الفاسدة، فهذا يَدْعُو إلى التَّفَرُّقِ والتَّفكُّكِ.

زعمه أن الشيخ لم يورد أدلة على فتواه، والرد عليه:

قال السَّيَّابيُّ: «مِنَ الغرائب الواردة في سياق الفتوى - والفتوى كلُّها غرائب - أنَّ صَاحِبَهَا سَرَدَ فيها أقوال علماء دون الاستناد إلى نصٍّ من الكتاب أو السُّنَّة الصَّحيحة، مع أنَّ قَوْلَ العَالِمِ - حَسَبَ ما قرِّر في أصول المذاهب الأربعة - يُحْتَجُّ له، ومن قولهم: إنَّ قَوْلَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يُحْتَجُّ به، وقول العالم يحتجُّ له، ولكنَّ فَضِيلَتَهُ رَأَى أنَّ النُّصُوصَ لا تساعده على مراده، ولا تُسْعِفُهُ بمطلوبه؛ فلجأ إلى أقوال العلماء مستعرضًا لهم من مالك بن أنس إلى ابن تيميَّة».


الشرح