والجَوَابُ عن ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أنَّ الكَاتِبَ
عَمِيَتْ عيناه، أو زَاغَ بَصَرُهُ عن الآية الكريمة الَّتي استدلَّ بها العلماء
الَّذين ساق الشَّيْخُ ابْنُ بَازٍ أَقْوَالَهُمْ فِي حُكْمِ مُنْكِرِ الرُّؤيَةِ؛
وهي قوله تعالى: ﴿وُجُوهٞ
يَوۡمَئِذٖ نَّاضِرَةٌ ٢٢ إِلَىٰ
رَبِّهَا نَاظِرَةٞ﴾ [القيامة: 22- 23]، وقد كُتِبَ بالخطِّ العريض في
الفتوى مرَّتين!!
كما عَمِيَتْ عيناه
- إن كان له عينان - أو زاغ بَصَرُهُ عن الآيات الثَّلاث الَّتِي كُتِبَتْ في
الفتوى، وهى قوله تعالى: ﴿كَلَّآ إِنَّهُمۡ عَن رَّبِّهِمۡ يَوۡمَئِذٖ لَّمَحۡجُوبُونَ ١٥ ثُمَّ
إِنَّهُمۡ لَصَالُواْ ٱلۡجَحِيمِ ١٦ ثُمَّ
يُقَالُ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ﴾ [المطففين: 15- 17].
قال ابن المبارك: «ما حَجَبَ اللهُ
عنه أحدًا، إلاَّ عذَّبه»، ثمَّ قرأ هذه الآيات.
وقال الإمام
الشَّافعيُّ رحمه الله: «في هذه الآية دليل على أنَّ المؤمنين يرونه».
قال ابن كثير: «وهذا الَّذي قاله
الإمام الشَّافعيُّ رحمه الله في غاية الحُسْنِ، وهو استدلال بمفهوم الآية».
كما أنَّ السَّيَّابيَّ لم ينظر إلى ما ذُكِرَ في الفتوى من تفسير قوله تعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ﴾ [يونس: 26]، وأنَّ الزِّيادَةَ فسَّرها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بالنَّظر إلى وجه الله؛ كما رواه مسلم ([1])، وجماعة من الأئمَّة؛ ذكر ذلك الحافظ ابن كثير، وقال: «وقد رُوِيَ تَفْسِيرُ الزِّيادة بالنَّظر إلى وجه الله الكريم عن: أبي بكر الصِّدِّيق، وحُذَيْفَةِ بن اليَمَانِ، وعبد الله بن عبَّاس، وسعيد بن المُسَيَّب، وعبد الرَّحمن بن أبي لَيْلَى،
([1])أخرجه: مسلم رقم (181).