وتعقيبنا على هذا من
وجهين:
الوجه الأول: أنَّ كَلامَ
الشَّيخ هذا في حقِّ المستغيث بالأموات، وليس هو في التَّوسُّل في الدُّعاء كما
ظنَّ البهنساويُّ، والاستغاثة بالأموات شرك أكبر، وكفر بالله عز وجل ؛ لأنَّ
الاسْتِغَاثَةَ نَوْعٌ من العبادة، وَصَرْفُهَا لغير الله شِرْكٌ أكبر عند الشَّيخ
وغيره.
الوجه الثاني: أنَّ الشَّيْخَ
ذَكَرَ هذا الكَلامَ تمثيلاً لما فعله المشركون، وهو تابع لكلام سابق عليه قطعه
البهنساويُّ، وأخذ ما يراه صالحًا له فقط، ونحن نسوق كلام الشَّيخ بكامله حتَّى
يتَّضح المقصود:
قال رحمه الله: «والأسباب الَّتي
يفعلها العباد ممَّا أمر الله به، وأباحه، فهذا يُسْلَكُ، وأمَّا ما يُنْهَى عنه
نهيًا خالصًا، أو كان من البدع الَّتي لم يأذن الله بها، فهذا لا يُسْلَكُ؛ قال
تعالى: ﴿قُلِ
ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ
ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن
شِرۡكٖ وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ ٢٢ وَلَا
تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ حَتَّىٰٓ إِذَا
فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ
وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾ [سبأ: 22- 23]. بيَّن -سبحانه- ضَلالَ الَّذين
يدعون المخلوق من الملائكة والأنبياء وغيرهم، المبيِّن أنَّ المخلوقين لا يملكون
مثقال ذرَّة في السَّماوات، ولا في الأرض، ثمَّ بيَّن أنَّه لا شركة لهم، ثمَّ
بيَّن أنَّه لا عَوْنَ له، ولا ظهير؛ لأنَّ أهل الشِّرك يشبِّهون الخالق بالمخلوق؛
كما يقول بعضهم: إذا كانت لك حَاجَةٌ اسْتَوْصِ الشَّيخ فلانًا...» إلى آخر الكلام
الَّذي نقله البهنساويُّ.
ثمَّ قال الشَّيخ: «وإن كان
من هؤلاء الدَّاعين لغير الله من يرى صورة المدعوِّ أحيانًا، فذلك شيطانٌ تمثَّل
له، ونظير هذا قول بعض