×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

فالتَّوسُّل بذات المخلوق أو بحقِّه أو بِجَاهِهِ هو إِقْسَامٌ على الله عز وجل بأحد خَلْقِهِ، وهو مبتَدَعٌ مُحْدَثٌ، وهو بالتَّالي وَسِيلَةٌ إلى الشِّرْكِ بتلك الواسطة؛ كما فعل المشركون الأوَّلون الَّذين قال الله فيهم: ﴿وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ [الزمر: 3]، وقال تعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ [يونس: 18].

ففي البداية يسألون الله بحقِّهم وبجاههم، ثمَّ ينتهي بهم الأمر إلى أن يتقرَّبوا إليهم بأنواع العبادة، ويطلبوا منهم المَدَدَ والشَّفاعة؛ كحال عبَّاد القبور اليوم.

2- قول البهنساويِّ: «ليس صحيحًا أنَّ كَلامَ الشَّيخ حسن البنَّا عن التَّوسُّل يؤدِّى إلى الشِّرك الصَّريح، وأنَّ من أثبت وسائط بين الله وَخَلْقِهِ، فهو مُشْرِكٌ يُقْتَلُ ردَّةً».

نقول: هذا مُغَالَطَةٌ وَجُحُودٌ للواقع، والتَّوسُّل بالمخلوق أدَّى إلى الشِّرك بالمتوسَّلِ به، وما يُفْعل عند قبور الأولياء اليوم - أو من يُظَنُّ أنَّهم أَوْلِيَاءُ - أَكْبَرُ شَاهِدٍ على ذلك، ومَنْ أَثْبَتَ الوَسَائِطَ بَيْنَ الله وَبَيْنَ خَلْقِهِ في قَضَاءِ الحاجات وَتَفْرِيجِ الكُرُبَاتِ وإجابة الدَّعواتِ، فهو مُشْرِكٌ، يُقْتَلُ رِدَّةً.

قال شَيْخُ الإسلام ابْنُ تَيْميَّةَ رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (1/ 124): «فَمَنْ جَعَلَ الملائكة والأنبياء وَسَائِطَ يَدْعُوهُم، ويتوكَّلُ عليهم، وَيَسْأَلُهُم جَلْبَ المَنَافِعِ، وَدَفْعَ المَضَارِّ؛ مثل أَنْ يَسْأَلَهُمْ غُفْرَانَ الذَّنبِ، وَهِدَايَةَ القلوب، وَتَفْرِيجَ الكُرُوبِ، وَسَدَّ الفَاقَاتِ، فهو كَافِرٌ بإجماع المسلمين».


الشرح