×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

لا أصل لها». انتهى من «الصَّارم المنكيِّ» (ص 30 و244).

ومن جملة هذه الأحاديث ما ذكره الدُّكتور في هذه المقالة.

ثانيًا: قوله: «إلاَّ أنَّها بتعدُّدها وكثرتها تتقوَّى وتعتضد»، نقول: كثرتها لا تفيدها شيئًا، مادامت كلُّها واهية، أو موضوعة.

قال الإِمام الحافظ ابن عبد الهادي: «وكم من حديث له طرق أضعاف هذه الطُّرُق الَّتي ذكرها المعترض، وهو موضوع عند أهل هذا الباب؛ فلا يعتبر بكثرة الطُّرُق، وتعدُّدِها، وإنَّما الاعتماد على ثبوتها وصحَّتها».

وقال أيضًا: «وعلى كلِّ تقدير، فلم يَكُنْ عند أحدٍ من العلماء الَّذين استحبُّوا سلام التَّحيَّة في المسجد حديثٌ في استحباب زيارة قبره يحتجُّون به؛ فعُلِمَ أنَّ هذه الأحاديث ليست ممَّا يعرفه أهل العلم، ولهذا لمَّا تُتُبِّعَتْ، وُجِدَت رواتها إمَّا كذَّاب، وإمَّا ضعيف سيِّئ الحفظ». انتهى.

وقد بيَّن رحمه الله طرق هذه الأحاديث واحدًا واحدًا، وأجرى عليها دراسة دقيقة في هذا الكتاب القيِّم، فجزاه الله عن الإِسلام والمسلمين خير الجزاء، وهو كتاب مطبوع ومتداول، ينبغي لطالب الحقِّ الاطِّلاع عليه.

5- ثمَّ قال الدُّكتور: «وإذا دخل المسجد النَّبويَّ الشَّريف، فَعَلَ ما يفعله في سائر المساجد...». إلى أن قال: ثمَّ يصلِّي عند منبره ركعتين، ويقف بحيث يكون عمود المنبر بحذاء مَنْكِبِهِ الأيمن، وهو موقفه وهو بين القبر الشَّريف، والمِنْبَرِ، ثمَّ يسجد لله شكرًا على ما وفَّقه». انتهى كلامه.


الشرح