×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

 دول النَّصارى، وقيل: إنَّ أوَّلَ مَنْ أحدثه الفاطميُّون. وعلى كلِّ حال، فالحقُّ اتِّباعُ السُّنَّة، واجتناب المخالفة؛ أيًّا كان مَصْدَرُهَا.

ونحن لم نر شيئًا من المحاسن والمزايا الَّتي يزعمها المؤيِّدون لإِقامة المولد؛ لم نَرَ شيئًا من ذلك ظهر عليهم من التَّأسِّي؛ فالغالب عليهم الكسل عن الطَّاعات، والزُّهد في السُّنن.

وهذا شأن كلِّ من يشتغل بالبدع؛ فإنَّها تصرفه عن السُّنَن، والعمل، ولا يكون العمل صالحًا مقبولاً عند الله إلاَّ إذا توفَّر فيه شرطان:

الأول: أن يكون صوابًا على شرع الله.

الثَّاني: أن يكون خالصًا لوجه الله عز وجل.

قال الله تعالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ [البقرة: 112] ؛ فقوله: ﴿مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ [البقرة: 112] فيه وجوب الإِخلاص، وقوله: ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ [البقرة: 112] فيه وجوب المتابعة، والتَّحذير من البِدَع.

هذا وملاحظة أخيرة؛ هي أنَّ الأُسْتَاذَ أَنْوَرَ أَوْرَدَ الأثر الَّذي رواه البخاريُّ في قصَّة جَمْعِ عمر بن الخطَّاب للنَّاس على إمام واحد في صلاة التَّراويح بعد أن كانوا يُصلُّونها أَوْزَاعًا متفرِّقين، ولم يورد الحديث الثَّابت عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في أصل مشروعيَّة الجماعة خَلْفَ إمام واحد، وها أنا أورده؛ لتتكامل الصُّورة أمام القارئ الكريم، ويعرف أنَّ عمل عمر رضي الله عنه لم يكن إحداث شيء جديد في هذه العبادة.

فقد رَوَى البخاريُّ ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم خرج لَيْلَةً، فصلَّى في المسجد، وصلَّى رجال بصلاته، فأصبح النَّاس، فتحدَّثوا،

فاجتمع أكثر منهم، فصلَّوا معه، فأصبح النَّاس، فتحدَّثوا، 


الشرح