هذا حاصل ما وجَّهه
إليَّ الأستاذ أنور من إشكالات، أو ما يعدُّه مسوغات للاحتفال بالمولد النَّبويِّ.
وجوابي عن ذلك: إنَّني أوَّلاً
أشكر الأخ الأستاذ أنور على حرصه على معرفة الحقِّ للعمل به، وهذا شأن المؤمن،
وأسأل الله لنا وله ولجميع المسلمين التَّوفيق للعلم النَّافع والعمل الصَّالح
الخالص لوجهه، وأقول:
1- إذا كان
الاحْتِفَالُ بالمولد عِبَادَةً، وهو عبادة لا شكَّ، فالأصل في العبادات
التَّوقيف؛ فلا يثبت منها شيء إلاَّ بدليل، ولا دليل على مشروعيَّة الاحتفال
بالمولد النَّبويِّ حتَّى يثبت له أصل ينجرُّ عليه التَّنظيم الَّذي ذكرتَ، مع
أنَّ العبادة توقيفيَّة في أصلها، وفي صفتها الَّتي تؤدَّى عليها، وفي توقيت
أدائها.
أمَّا ما ذكرتَ من
أنَّ عمر رضي الله عنه نظَّم عبادة التَّراويح، فالواقع أنَّ عُمَرُ لم يُحْدِثْ
في التَّراويح أيَّ زيادة عمَّا كانت عليه في عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم،
وإنَّما أحياها كما كانت على عهد الرَّسول صلى الله عليه وسلم، حيث جمع النَّاس
على إمام واحد فيها.
2- وأمَّا الاجتماع
لتدارس سيرته صلى الله عليه وسلم إذا لم يقيَّد بوقت خاصٍّ كَيَوْمِ مولده، فهو
شيء طيِّب، وليس هو من البدعة؛ لأنَّ الله تعالى يقول: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21].
ودراسة سيرته العطرة
وسيلة للاقتداء به، ولكن لا يخصَّص ذلك بوقت معيَّن؛ لأنَّه لا دليل على
التَّخصيص.
وأمَّا ما ذكرتُم من استحسان الكثير من النَّاس لهذا، فلا يصلح دليلاً على جواز الاحتفال، ما دام أنَّ ذلك حدث بعد عهد الخلفاء الرَّاشدين والقرون المفضَّلة.