×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

والمراد بـ «المحدَثات» المذكورة في الحديثين: المُحْدَثات في الدِّين، وأمور العبادة، لا المحدَثات في أمور العادات؛ فمُقْتَضَى الحديثين أنَّ كلَّ بدعة في الدِّين ضلالة محرَّمة، وأنت تقول: ليس كلُّ بدعة محرَّمة! فعليك إعادة النَّظر فيما تقول، وفَّقنا الله وإيَّاك للصَّواب.

ب- استشهادكم بجمع الخلفاء الرَّاشدين للمصحف لا دليل لكم فيه من ناحيتين:

أوَّلاً: إنَّ أَصْلَ كتابة القرآن كان في عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ؛ فكان عَمَلُ الخلفاء تكميلاً لذلك، وهو من وسائل حفظ القرآن، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9].

ثانيًا: إنَّ هذا مِنْ عَمَلِ الخلفاء الرَّاشدين، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ...» ([1]) الحديث.

والاحتفال بالمولد ليس له أصلٌ من سنَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم، ولا هو من عمل الخلفاء الرَّاشدين.

ج- وأمَّا ما ذكرتُم من الأمور الَّتي استجدَّت، فهي ليست بدعًا، بل هي أمورٌ بعضها عبادة لها أصل في الشَّرع، وليس هو ممَّا استجدَّ؛ فأدوات القتال يقول الله فيها: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ [الأنفال: 60]، وكلمة نكرة في سياق الأمر تعمُّ كلَّ ما يسمَّى قوَّة في كلِّ زمان بحسبه.

والأذان على شيء مرتفع كان موجودًا على عهد الرَّسول صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الرَّاشدين ومن بعدهم، والأذان على المنابر من ذلك.


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).