×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

6- ثمَّ إنَّنا نسألكم يا فضيلة الشَّيخ أحمد: ما هدفكم من هذه الأناشيد؟ هل هو لأجل ترويح النُّفوس بها، والتَّلذُّذ بإنشادها؟ فيكون الهدف منها غير دينيٍّ، ولا يُقْصَد بها التَّقرُّب إلى الله، وإنَّما هو هدف ترويحيٌّ فقط؟ فهذا إنَّما يُباح منه ما رُخِّص به، وفي مثل الأحوال الَّتي وردت فيه الرُّخصة؛ لا على الشَّكل الَّذي عليه الأناشيد لديكم؛ فقد أخذت أناشيدكم طابعًا غير الطَّابع المرخَّص فيه كما بيَّنَّاه.

وإن كان هَدَفُكُم منها هدفًا دينيًّا - كما توحي به تسميتكم لها بالإسلاميَّة - فهذا لا يخلو من أحد أمرين: إمَّا أن تكون من جنس أناشيد الصُّوفيَّة الَّتي يعدُّونها من دينهم، ومن الأمور الَّتي تقرِّبهم إلى الله عز وجل فتأخذ حكمها في الابتداع والحُرْمَةِ.

وإمَّا أن تكون من الأمور المبتدعة الَّتي عدَّدتُموها من وسائل الدَّعوة واجتذاب الشَّباب إلى الخير، كما يصرِّح بعضكم، ووسائل الدَّعوة لا تكون بالأغاني والأهازيج، وإنَّما تكون بالكتاب والسُّنَّة ومنهج الرَّسول صلى الله عليه وسلم الَّذي سار عليه في دعوته للنَّاس.

قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (11/ 620- 635) لمَّا سُئل عمَّن أراد أن يجتذب العصاة، فأقام لهم سماعًا «يعني: نشيدًا» يجتمعون فيه، ويكون ذلك النَّشيد بشعرٍ مباحٍ بغير «شبَّابة» كما يقول السَّائل، فلمَّا فعل هذا، تاب جماعة، وأصبح من لا يصلِّي ويسرق ولا يزكِّي يتورَّع عن الشُّبُهات، ويؤدِّي المفروضات، ويجتنب المحرَّمات. قال السَّائل: فهل يُباح فعل هذا السَّماع لهذا الشَّيخ على هذا الوجه، لما يترتَّب عليه من المصالح، مع أنَّه لا يمكنه دعوتهم إلاَّ بهذا؟


الشرح