×
البيان لأخطاء بعض الكُتَّاب الجزء الأول

7- ثمَّ قال الكاتب: «وقد ثبت أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْخُذُ مِنْ لِحْيَتِهِ مِنْ طُولِهَا وَمِنْ عَرْضِهَا» ([1])! يشير إلى حديث ورد بذلك.

والجواب: أنَّ الحديث في ذلك لم يَثْبُتْ كَمَا زَعَمَ، وقد كفانا الشَّيخ حمُّود التُّوَيْجِرِيُّ - وفَّقه الله - ببيان درجة هذا الحديث في ردِّه على مفتي «مجلَّة العربيِّ»؛ قال في (ص 11) من الرَّدِّ المذكور: «والحديث المرويُّ في ذلك ضعيف جدًّا، وألحقه بعض العلماء بالموضوعات، وهو ما رواه التِّرمذيُّ من طريق عمر بن هارون البلخيِّ، عن أسامة بن زيد اللَّيثيِّ، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من لِحْيَتِهِ مِنْ عَرْضِهَا وَطُولِهَا.

قال التِّرمذيُّ: هذا حديث غريب. قلت: وقد تكلَّم العلماء في عمر بن هارون البلخيِّ وأسامة بن زيد اللَّيثيِّ؛ فأمَّا عمر بن هارون، فقال الذَّهبيُّ: أجمعوا على ضَعْفِهِ. وقال ابن حجر العسقلانيُّ: ضعَّف عمر بن هارون مطلقًا جماعة. قلت: وقال النَّسائيُّ: متروك. وكذا قال الحافظ ابن حجر في موضوع آخر: إنَّه متروك. وقال الذَّهبيُّ في موضع آخر: كذَّبه ابن معين، وتركه جماعة.

قلت: وكذَّبه أيضًا صالح بن محمَّد الحافظ المعروف بجزرة، وقال ابن حبَّان: يروي عن الثِّقات المعضلات. ثمَّ أورد له هذا الخبر، وقال ابن الجَوْزِيِّ: حديث لا يثبت، والمتَّهم به عمر بن هارون.

قال العقيليُّ: لا يُعرَفُ إلاَّ به. وَذَكَرَ التِّرمذيُّ عن البخاريِّ أنَّه قال: لا أَعْرِفُ لعمر بن هارون حديثًا ليس له أصل - أو قال: يتفرَّد به - إلاَّ هذا الحديث، ولا نعرفه إلاَّ من حديث عمرو بن هارون.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2762).