×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

 المبحث الأول: اسمُه، ونَسَبُه، وكُنْيَتُه:

هو أبو بكرٍ، عبدُ اللهِ بنُ سُليمانَ بنِ الأشْعَثِ بنِ إسحاقَ بنِ بَشِيرِ بنِ عَمرو بنِ عِمرانَ، الأزْدِيُّ، السِّجِسْتانِيُّ، المعروفُ بـ «ابنِ أبي داودَ». 

المبحث الثاني: مولده ونشأته:

وُلِدَ بإقليمِ سِجِسْتانَ، سنةَ ثلاثينَ ومِائَتَيْنِ.

قالَ أبو بكر بنُ أبي داودَ: «أوَّلُ ما كَتبْتُ سَنةَ إِحدَى وأربعينَ عنْ محمد بنِ أسْلَمَ الطُّوسِيِّ، وكانَ بِطُوس، وكان رجلاً صالحًا، وسُرَّ بي أَبِي لمَّا كتبْتُ عنهُ، وقال لي: أولُّ ما كتبْتَ كَتبْتَ عَن رَجُلٍ صالحٍ.

ورأيتُ جِنازَةَ إسحاقِ بنِ راهوَيْهِ، وماتَ إسحاقُ سنةَ ثمانٍ وثلاثينَ، وكنتُ مع ابنِه فِي الكُتَّابِ».

وقد رحلَ به والِدُهُ مِن سِجستانَ، فطوَّفَ به شَرقًا وغَربًا. وأَسمَعَهُ مِن عُلماءِ ذلكَ الوقْتِ. فسَمِعَ بخُراسانَ، وأصبهانَ، ونيسابور، والبَصْرةِ، وبَغداد والكُوفةِ، ومكَّةَ، والمدينةِ، والشَّامِ، ومِصْرَ، والجزيرَةِ، والثُّغورِ، واستوطنَ بَغدادَ.

وكانَ ذا هِمَّةٍ عاليةٍ مُنذُ صِغَرِهِ فِي التَّحصِيلِ والطَّلَبِ، ومِن دلائلِ هذِه الهِمَّةِ قوْلُهُ رحمه الله - فيما رواهُ عنه تلميذُهُ أبو حفصٍ عمرُ بنُ شاهين -: قالَ: سمعتُ أبا بكر بنِ أبي داود يقولُ: «دَخلْتُ الكُوفةَ، ومَعِي دِرهمٌ واحِدٌ، فاشترَيْتُ به ثلاثينَ مُدَّ باقِلاَّءَ، فكنتُ آكُلُ مِنهُ مُدًّا، وأكتُبُ عَن أبي سعيدٍ وعثمانَ ألفَ حديثٍ، فلمَّا كانَ الشَّهرُ حصل معي ثلاثينَ ألفَ حدِيثٍ، ما بينَ مُنقَطِعٍ ومُرْسَلٍ».


الشرح