[الإِيمانُ باليَومِ الآخِرِ]
وَلاَ تُنْكِرَنْ جَهْلاً نَكِيرًا وَمُنْكَرًا |
|
وَلاَ الحَوْضَ وَالمِيزَانَ إِنَّكَ تَنْصَحُ |
*****
هذا البَيتُ وما بَعدَه فِي الإِيمانِ باليَومِ
الآخِرِ، وهو: اليَوم الذي يكون بعد الدُّنيا، وهو يَومُ الجَزاءِ والحِسابِ،
ويَومُ الدِّينِ.
والإِيمانُ به أَحَد
أَركانِ الإِيمانِ السِّتَّة، الَّتي جَاءَت فِي حَديثِ عُمَر رضي الله عنه فِي
قِصَّة مَجيءِ جِبْرِيل عليه السلام إلى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بحَضْرَة
أَصحابِه، يَسأَلُه عن الإِسلامِ، وعَنِ الإِيمان، وعَن الإِحسانِ، وعن السَّاعَة،
فأَجابَه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الإِيمان بقَولِه: «أَنْ تُؤْمِنَ
باللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ،
وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1]).
وهَذِه الأَركانُ
السِّتَّة تارةً تَأتِي جَمِيعًا فِي القُرآنِ، وتارةً يَأتِي بَعضُها.
وكَثِيرًا ما يأتِي
الإيمانُ بالله واليَومِ الآخِرِ مُقتَرِنَيْن؛ كما في قَولِه تَعالَى: ﴿مَنۡ
ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ﴾ [البقرة: 62]،
وقوله: ﴿يُؤۡمِنُونَ
بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ﴾ [التوبة: 44].
وتارة تأتِي أَركانُ
الإِيمانِ فِي القرآن مُجتَمِعةً، مثل قوله تَعالَى: ﴿لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ
أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ
مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰبِ وَٱلنَّبِيِّۧنَ﴾ [البقرة: 177].
وقوله: ﴿ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ﴾ [البقرة: 285].
الصفحة 1 / 193