×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

[فضْلُ الصَّحابَةِ وتَفاضُلِهم ومَحبَّتِهم]

وَقُلْ: إِنّْ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ

 

وَزِيرَاهُ قِدَمًا ثُمَّ عُثْمَانُ الأرْجَحُ

*****

 تمهيد:

هذا بَحْثٌ في حقِّ الصَّحابَةِ - رَضِيَ اللهُ تَعالى عَنهم -، وهُم صَحابَةُ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الَّذينَ هُم خَيرُ القُرونِ؛ كمَا قالَ صلى الله عليه وسلم: «خَيرُكُمْ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» ([1])، قالَ الرَّاويُّ: لا أدري أذَكَرَ بعْدَ قَرْنِه قَرنَيْنِ أو ثلاثَةً؟ يعني: تكونُ أربَعَةَ قُرونٍ، ويُسمُّونها القُرونَ المُفضَّلةَ لهذا الحديثِ.

وخُيرُ هذهِ القُرونِ هوَ قَرْنُ الصَّحابةِ.

وقدْ مَدَحَهم اللهُ في كِتابِه، و، قالَ سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [التوبة: 100].

وقالَ سبحانه وتعالى: ﴿لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ [الحشر: 8].

فالله جل وعلا أثْنَى علَيهم ومَدَحهم بأنَّهم هُمُ الصَّادِقونَ ﴿أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ [الحشر: 8]: حَصَرَ الصِّدْقَ فيهِم لتَحقُّقِه فيهِم، ممَّا يَدلُّ على فَضْلِهم ومَكانَتِهم عندَ اللهِ جل وعلا.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2651)، ومسلم رقم (2535).