[مَسألَةُ نُزولِ اللهِ عز وجل ]
وَقُلْ يَنْزِلُ الجَبَّارُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ |
|
بِلا كَيْفٍ جَلَّ الواحِدُ المُتَمَدِّحُ |
*****
«وَقُلْ» يعْني: قلْ أيُّها السُّنيُّ -
الَّذي تَمسَّكَ بالْكِتابِ والسُّنَّةِ، قُلْ ولا تتَردَّدُ.
قوْلُ النَّاظِمِ رحمه الله تعالى: «يَنزِلُ
الْجَبَّارُ»: يَنزلُ اللهُ جل وعلا إلى السَّماءِ الدُّنْيا.
«في كلِّ لَيلَةٍ»: لأنَّ الرَّسولَ
صلى الله عليه وسلم قالَ ذلكَ، وهوَ أعْلَمُ بربِّه سبحانه وتعالى ومَا يَلِيقُ
به، فقُلْ ما قالَهُ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم، وأثْبتَ النّزولَ للهِ عز وجل
والنُّزولُ من صِفاتِ الأفعالِ الَّتي يَفعَلُها اللهُ جل وعلا بمَشِيئَتِه
وإرادَتِه متَى شَاءَ.
وهذا النُّزولُ
تَواتَرتْ به الأحادِيثُ عنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، رَواها جَماعاتٌ منَ
الصَّحابَةِ ([1])، وهوَ في
الصِّحاحِ.
وقد كتبَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ رحمه الله تعالى مُؤَلَّفًا مُستَقِلًّا في َشرحِ حديثِ النُّزولِ، وهوَ مَطبوعٌ مُفردٌ، وطُبعَ معَ المَجموعِ، بعُنوانِ: «شَرحُ حَديثِ النُّزولِ».
([1]) قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في شرح حديث النزول من ((مجموع الفتاوى)) (5/ 470): ((وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية جماعة كثيرة من الصحابة، كما ذكرنا قبل هذا، فهو حديث متواتر عند أهل العلم بالحديث)). وقال ابن القيم في ((الصواعق المرسلة))، ط. دار العاصمة، (1/ 387): ((إنها وردت من نحو ثلاثين صحابيًا)) ا هـ.
وقال الذهبي في كتابه ((العلو))، ط: أضواء السلف، (ص 100): ((وقد ألفت أحاديث النزول في جزء، وذلك متواتر أقطع به)).
وانظر: ((كتاب التوحيد)) لابن خزيمة (1/ 291- 327) حيث أورد جملة كبيرة منها.
الصفحة 1 / 193