×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

[الإِيمانُ بالقَدَر]

وَبِالقَدَرِ المَقْدُورِ أَيْقِنْ فَإِنَّهُ

 

دَعامَةُ عِقْدِ الدِّينِ، وَالدِّينُ أَفْيَحُ 

*****

 الإيمان بالقَدَر هو الرُّكن السَّادِس من أَركانِ الإِيمانِ.

أَتَى جِبْريل عليه السلام النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: أَخبِرْنِي عن الإِيمانِ، فقال صلى الله عليه وسلم: «الإِْيمَانُ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ: خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1])، فجَعَل صلى الله عليه وسلم الإِيمانَ بالقَدَر سادِسَ أَركانِ الإِيمانِ.

والإِيمانُ بالقَضاءِ والقَدَر هو: الإِيمانُ بعِلْمِ الله وتَقدِيرِه الأَشياءَ قبلَ كَونِها، وبأَفعالِ الله جل وعلا وإِرادَتِه ومَشِيئَتِه وخَلْقِه وإِيجادِه، فهو أمرٌ عظيمٌ.

وفِي القُرآنِ الكَريمِ: قَولُه تَعالَى: ﴿وَخَلَقَ كُلَّ شَيۡءٖ فَقَدَّرَهُۥ تَقۡدِيرٗا [الفرقان: 2].

وقَولُه تَعالَى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ [القمر: 49] أي: قدَّر وُقوعَه وشاءَ وُجودَه وخَلْقَه، وقدَّر صِفاتِه ووَقتِه الَّذِي يَقَع فيه. كلُّ شيءٍ فهو مقدَّر من جَميعِ الجِهَات:

1- من جِهَة العِلمِ به.

2- ومن جِهَة كِتابَتِه فِي اللَّوحِ المَحفُوظ.

3- ومن جِهَة مَشِيئَة الله له فِي وَقتِه.

4- ومن جِهَة خَلْقِه وإِيجَادِه.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).