×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

[التَّمسُّك بالكتابِ والسُّنَّة] ([1])

تَمَسَّكْ بِحَبْلِ اللهِ واتَّبِعِ الهُدَى

 

وَلاَ تَكُ بِدْعِيًّا لَعَلَّكَ تُفْلِحُ

*****

 بدأَ النَّاظِمُ رحمه الله تعالى نَظْمَهُ بقولِه: «تَمَسَّكْ بِحَبْلِ اللهِ»: أيْ: تمسَّكْ - أيُّها المُسلِمُ - بحَبْلِ اللهِ - الَّذِي هو القرآنُ والسُّنَّةُ - أخْذًا مِن قوْلِه تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُو [آل عمران: 103]، ومِن قولِه صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]).

فهذا البيتُ مَأخوذٌ مِنَ القُرآنِ والسُّنَّةِ، وَهُوَ الأمْرُ بالتَّمسُّكِ بِحَبْلِ اللهِ، وحبْلِ اللهِ هو: القرآنُ وَسُنَّةُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، أو بعبارةٍ أخْرَى نقولُ: حَبْلُ اللهِ هُوَ وَحْيُه الَّذِي أنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِه صلى الله عليه وسلم، سواءً كانَ قُرآنًا أو سُنَّةً.

وقَولُه: «تَمَسَّكْ بِحَبْلِ اللهِ»: يَعْنِي: اعتَصِم به، كما قال تعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا: أنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُناصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ» ([3])، هذهِ الثَّلاثُ مِنها الاعتصامُ


الشرح

([1])  العناوين التي بين معكوفين ليست من أصل الكتاب أو المتن، وليست من صنع صاحب المنظومة، و إنما أوردت للتوضيح.

([2])  أخرجه: أبوداود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).

([3])  أخرجه: مسلم رقم (1715).