[أَهمِيَّة الاِعتقَاد الصَّحيح
وفَضلُه فِي الدُّنيا والآخِرَة]
إِذَا مَا اعْتَقَدْتَ الدَّهْرَ يَا صَاحِ هَذِهِ |
|
فَأَنْتَ عَلَى خَيْرٍ تَبِيتُ وَتُصْبِحُ |
*****
قَولُ النَّاظم رحمه الله تعالى: «إذا
ما اعتَقَدْتَ الدَّهرَ»:
هذا الخِتامُ يقول
فيه: إذا اعتقَدْتَ ما جاء فِي هَذِه القَصِيدة كلَّ حَياتِك، أو عِندَ خاتِمَة
حَياتِك فأنت عَلَى خير فِي العاجِلِ والآجِلِ، أما أن تعتَقِدَ ذَلِكَ فَتْرةً،
ثمَّ تَتْرُكَه وتُهمِلَه، فهذا لا يَنفعُك شيئًا، لا بُدَّ منْ الاستِمرارِ عَلَى
هَذِه العَقِيدة فِي كلِّ حَياتِك إلى أن تَمُوت عَلَيهِا، أمَّا مَن اعتَقَدها
فِي الأوَّل ثمَّ تراجع عنها فهَذا يَهلِك مع الهَالِكين.
«يا صاحِ»: يحتمل أنَّ أَصلَه
يا صاحِبِي ورُخِّم، والتَّرخيم: أن يَحذِف آخِرَ المُنادَى كـ «يا سُعا» فيمن دعا
سُعادًا.
أو أنَّ الأَصلَ «يا
صاحي» من الصَّحْوَة، وحُذِفت الياء كَذَلِكَ من أَجلِ التَّرخيمِ والتَّخفيفِ،
عَلَى المُستَمِع.
فإذا عَمِلْتَ بما
ذَكَره النَّاظم فِي هَذِه الأَبياتِ واعتقَدْتَ ما جاء فيها، فأنت عَلَى الجادَّة
الصَّحيحة والمَسلَك الصَّحيح، ومَن خالف ما جاء فيها فإنَّه يكون من المُخالِفين،
عَلَى حَسَب مُخالَفته، وليس ذَلِكَ لأَجلِ النَّاظِم أو مَنظُومَتِه، وإنَّما من
أجل أن هَذِه المَنظُومة مَأخُوذة من الكِتابِ والسُّنَّة، فليس هَذَا مدحٌ
لمَنظُومَتِه، وإنَّما هو مدحٌ لما تَشتَمِل عَلَيهِ من مَعانِي الكتابِ
والسُّنَّة.
قَولُه رحمه الله تعالى: «فأنتَ عَلَى خيرٍ تَبِيت»: فِي المَساءِ.
الصفحة 1 / 193