×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

[فَضلُ التَّابِعين والأَئِمَّة المَتبُوعِين]

وَمِنْ بَعْدِهِمْ فَالتَّابِعُونَ لِحُسْنِ مآخِذَ

 

وَأفْعَالِهِمْ قَوْلاً وَفِعْلاً فَأَفْلَحُوا

******

 قَولُ النَّاظِم رحمه الله تعالى: «ومِن بَعدِهم فالتَّابِعون لحُسنِ مَآخِذ»: ومِن بَعدِ الصَّحابة التَّابِعون، قال الله تَعالَى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ [التوبة: 100]، وقَولُه: ﴿ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ [التوبة: 100] يَشمَل كلَّ مَن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ القِيامَة، ولَكِن إذا أُطلِق التَّابِعيُّ فالمُراد به مَن تَتَلمَذ عَلَى الصَّحابِيِّ وأَخَذ عنه.

وإلاَّ فاسمُ التَّابِع عُمومًا يَشمَل كُلَّ مَن اتَّبَع وسار عَلَى نَهْجِ صَحابَةِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من الأوَّلِين - الَّذين بعد الصَّحابة - والآخِرِين؛ ولِهَذَا قال جل وعلا لمَّا ذَكَر المُهاجِرين والأَنصارَ: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحشر: 10]، وهَذِه الآية فيها ردٌّ عَلَى الرَّافِضَة الذين يُبغِضون صَحابَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بقُلوبِهِم، ويتكلَّمُون فِيهِم بأَلسِنَتِهم، ويَلعَنُون ويُكَفِّرون صحابة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.

ولِهَذا قال شيخ الإسلام ابن تَيمِيَّة رحمه الله تعالى: «ومِن أُصولِ أَهلِ السُّنَّة والجَماعَة: سَلامَةُ قُلوبِهِم وأَلسِنَتِهِم لأَصحابِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم » ([1]).


الشرح

([1])  العقيدة الواسطية، ضمن مجموع الفتاوى: (3/152). وانظر: العقيدة الواسطية مع الشَّرح، للمؤلف حفظه الله تَعالَى (ص 184).