[الطَّعنُ فِي أَهلِ الحَديثِ]
وَلاَ تَكُ مِنْ قَوْمٍ تَلَهَّوْا بِدِينِهِمْ
|
|
فَتَطْعَنَ فِي أَهْلِ الحَدِيثِ وَتَقْدَحُ
|
******
قَولُ النَّاظِم رحمه الله تعالى: «ولا
تَكُ من قَومٍ تَلَهَّوْا بدِينِهم»:
أي: لا تتَّخِذْ
الدِّينَ مَهزَلةً ومَلعَبةً؛ فإنَّ هَذَا فِعلُ المُنافِقين والفُسَّاق، بل عليك احتِرام
الدِّين وتَعظِيم أَمرِ الدِّين وأَهلِه.
وقال الله جل وعلا
عن المُنافِقين والفُسَّاق: ﴿ٱتَّخَذُواْ
دِينَهُمۡ لَهۡوٗا وَلَعِبٗا وَغَرَّتۡهُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَاۚ﴾ [الأعراف: 51]،
ويَدخُل فِي هَذَا الصُّوفيَّة الذين يَجعَلون الرَّقصَ والدُّفوفَ والأَغانِيَ من
الدِّينِ! ويُسَمُّونَها الأَناشِيدَ والمَراثِيَ والقَصائِدَ، ويُنشِدونَها
يَتقرَّبون بِهَا إلى الله! وهي من الأَغانِي والطَّربِ المُحرَّم، واللَّهو
المُحَرَّم.
ويدخُل فيه من باب
أَولَى: الذين يَمِيلون إلى الشَّهوات وما تَهواهُ أَنفُسُهم، ويُعطُون أَنفُسهم
ما تُريد، ولو كان مُخالِفًا للدِّين، فهَذَا منِ اتِّخَاذِ الدِّين لَهوًا
ولَعِبًا، فيَدخُل فيه الفُسَّاق الَّذين لا يُبالُون بأَمرِ الدِّينِ، ويتَّبِعون
ما تَشتَهِيه أَنفُسُهم ورَغَباتُهم.
ويَدخُل فيه
العُبَّاد من الصُّوفيَّة الذين أَدخَلوا فِي العِبادَة ما ليس منها، بل أَدخَلوا
فيها ما يُخالِفُها من ضَربِ الطُّبولِ والرَّقص، ويَتَّخِذون هَذَا دينًا،
ويُنشِدون القصائِدَ المُنَغَّمة، كفِعلِ النَّصارَى فِي تَرانِيمِهم!
فهَذَا كُلُّه منِ
اتِّخَاذ الدِّين لهوًا ولَعِبًا.
قَولُه رحمه الله تعالى: «فتَطعَنَ فِي أَهلِ الحَديثِ وتَقدَحُ»:
الصفحة 1 / 193