[عَقِيدَة المُرجِئَة]
وَلاَ تَكُ مُرْجِيًّا لَعُوبًا بِدِينِهِ |
|
أَلاَ إِنَّمَا المُرْجِيُّ بِالدِّينِ يَمْرَحُ |
*****
المُرجِئَة هم الطَّرف الثَّانِي المُقابِل
للخَوارِج، وسُمُّوا المُرجِئَة من الإِرجاءِ، وهو: التَّأخِير؛ لأنَّهُم أخَّرُوا
الأَعمالَ عن مُسمَّى الإِيمانِ، فقالوا: الأَعمالُ لا تَدخُل فِي الإِيمانِ، فلو
أنَّ الإنسان آمن بقَلبِه ولم يَفعَل شيئًا، فلم يُصَلِّ، ولم يُزَكِّ، ولم يَأتِ
بالأَوامِر، ولم يَتجنَّب المُحرَّمات، فهو مُؤمِن - عِندَهم كامِلُ الإِيمانِ!
وهذا مَذهَب باطِلٌ،
وفيه تَعطِيلٌ للأَعمالِ نهائيًّا.
قَولُ النَّاظم رحمه الله تعالى: «ولا
تَكُ مُرْجِيًّا لَعوبًا بدِينِه»: لأنَّ مَذهَب الإِرجاءِ تلاعُبٌ بالدِّين،
يكون العبد مُؤمِنا عِندَهم ولو لم يَعمَل شيئًا، ولو ترَك الصَّلاة والصِّيام والزَّكاة
والحجَّ، ولو لم يعملْ شيئًا طُول حَياتِه، ولو فَعَل كُلَّ المُحَرَّمات!
وهذا مذهَب باطِلٌ؛
ولِذَلِكَ فالفُسَّاق وأَصحابُ المَعاصِي يَفرَحون بِهَذا المَذهَب ويُؤَيِّدونه؛
لأنَّه يَصلُحُ لهم، يعني: يَعمَلون ما يَشاءُون وهم عَلَى إِيمانِهم عِندَ المُرجِئَة،
فأَصحابُ الأَهواءِ، وأَصحابُ الشَّهواتِ، وأَصحابُ المَعاصِي يَفرحَون بِهَذا
المَذهبِ، فهو مبنيٌّ عَلَى التَّلاعُب بالدِّين، والتَّحلُّل منه نهائِيًّا.
قَولُه رحمه الله تعالى: «ألاَ
إنَّما المُرجِيُّ بالدِّين يَمرَحُ»: يعني: المُرجِئَة يلعبون بالدِّين،
ويعطِّلون الأوامِرَ والنَّواهِيَ، فعلى مَذهَبِهم لا حاجَةَ إلى الأَوامِرِ
والنَّواهِي، فيكون هَذَا تَلاعُبًا بدين الله عز وجل.
الصفحة 1 / 193