×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

[عَقِيدَة الخَوارِج]

وَلاَ تَعْتَقِدْ رَأْيَ الخَوارِجِ إِنَّهُ

 

مَقَالٌ لِمَنْ يَهْواهُ يُرْدِي وَيَفْضَحُ

*****

 الخَوارِج: فِرقَة من فِرَق الضَّلالِ سُمُّوا بالخَوارِج؛ لأنَّهُم خَرَجوا عن طاعة وُلاةِ الأُمورِ، وأوَّل ما خَرَجوا خَرَجوا عَلَى عليِّ بن أبي طالِبٍ رضي الله عنه فِي خِلافَتِه، وقَالوا: لماذا تحكِّم الرِّجال والله جل وعلا يقول: ﴿إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّه [يوسف: 40] ؟!

ولِذَلِكَ لمَّا ناظَرَهم عبدُ الله بنُ عبَّاس رضي الله عنه ([1]) أدلوا عَلَيهِ بِهَذِه الشُّبهَة، وقالوا: إنَّه حَكَّم الرَّجالَ! فقال: أليس الله قد حَكَّم الرِّجال فِي الأَرنَب يَصِيدها المُحرِم؛ فقال فِي الصَّيد: ﴿يَحۡكُمُ بِهِۦ ذَوَا عَدۡلٖ مِّنكُمۡ هَدۡيَۢا بَٰلِغَ ٱلۡكَعۡبَةِ [المائدة: 95] ؟! أليس الله حكَّم الرِّجال فِي قضيَّة النُّشوز في قَولِه تَعالَى: ﴿وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحٗا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ [النِّساء: 35] ؟! فحكَّم الرِّجال، وتحكيم عليٍّ رضي الله عنه للرجال هو من هَذَا القبيل.

فإنَّ رأْيَ الخَوارِج «مقالٌ لِمَن يَهْوَاه»: يعني يُحِبُّه ويتَّبِعه.

«يُردِي»: يُهلِك مَن قال به؛ لأنَّه رأيٌ خَطِير، فيه تَكفِير المُسلِمين، واستِحلالُ دِمائِهم وأَموالِهم، والخُروجِ عَلَى وُلاةِ الأُمورِ.


الشرح

([1])  مناظرة ابن عباس رضي الله عنهما للخوارج: رواها بطولها عبد الرزاق فِي ((المصنف)) رقم (18678)، وأحمد (1/342) والحاكم (2/150) من رواية سماك بن الوليد الحنفي أبي زميل عن ابن عباس رضي الله عنهما.