[شَفاعَة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ]
وَإنَّ رَسُولَ اللهِ لِلْخَلْقِ شَافِعٌ
|
|
وَقُلْ فِي عَذَابِ القَبْرِ حَقٌّ مُوَضَّحُ
|
*****
ذَكَر النَّاظِم رحمه الله تعالى فِي
هَذِه الأَبياتِ والأَبياتِ السَّابِقة عدَّةَ مسائِلَ:
الأُولى: سُؤال المَلَكين.
الثَّانِيَة: عَذابُ القَبْر
ونَعِيمُه.
الثَّالِثة: وَزنُ الأَعمالِ.
الرَّابِعَة: حَوضُ النَّبيِّ
صلى الله عليه وسلم.
الخَامِسة: مَسألَة أهلِ
الكَبائِر من أَهلِ القِبلَة.
والسَّادِسَة: مَسألَة
الشَّفاعة، وهي المَذكُورة فِي هَذَا البَيتِ.
والشَّفاعة معناها: الوَساطَة فِي
قَضاءِ الحَوائِج عِندَ مَن هي عِندَه، والشَّفاعَة تَكُون عِندَ الله، وتكون
عِندَ النَّاس، والشَّفاعة عِندَ الله تَختَلِف عن الشَّفاعَة عِندَ النَّاس،
فالنَّاس تشفع عِندَهم ولو لم يَأذَنُوا لك، وأمَّا الله جل وعلا فلا أَحَد يَشفَع
عِندَه إلاَّ بإِذنِه ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي
يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ﴾ [البقرة: 255]، فيأذَنُ
للشَّافِع أن يَشفَع، ولا بُدَّ أن يَكُون المَشفُوع فيه من أَهلِ التَّوحِيد؛ أي:
من عُصاة المُوَحِّدين، وأمَّا الكافِرُ فلا شَفاعَة فيه، ولا تُقبل فيه شَفاعَة: ﴿مَا
لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ﴾ [غافر: 18]، ﴿فَمَا
تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ﴾ [المدثر: 48] ؛ فالكافِرُ
لا تُقبَل فيه شَفاعَة.
الصفحة 1 / 193