[إنكارُ الجَهميَّةِ رُؤيةَ العِبادِ لِرَبِّهم]
وَقَدْ يُنكِرُ الجَهْمِيُّ هَذَا وَعِندَنَا
|
|
بِمِصْداقِ مَا قُلْنَا حَدِيثٌ مُصَرَّحُ |
*****
وقالَ تَعالى: ﴿لَيۡسَ
كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾ [الشورى: 11]، فهذا نَفْي للمثيلِ والشَّبيهِ
والنَّظيرِ.
وقالَ تعالى: ﴿هَلۡ
تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا﴾ [مريم: 65]، أي هل تَعلمُ
أحدًا يُساويه - سُبحانه - ويُساميهِ على الحقيقةِ؟! وليسَ معناهُ لا يَتسمَّى
أحَدٌ باسْمِه؛ كالمَلكِ والعَزيزِ.
فقوْلُ النَّاظمِ رحمه الله تعالى: «وَلَيْسَ
بِمَوْلُودٍ وَلَيْسَ بِوَالِدٍ»: هذا مأخوذٌ من سُورةِ الإخلاصِ، التي فيها:
إثْباتُ الأحَديَّةِ والصَّمديَّةِ للهِ جل وعلا، ونَفْي الوَلدِ والوالِدِ عنهُ
سُبحانه، ونَفْيُ المُشابهَةِ والمِثليَّةِ له سبحانه وتعالى فلا يُشبِهُه شَيءٌ
مِن خَلْقِه.
قد يُنكِرُ الجهميُّ رُؤيَةَ اللهِ عز وجل في الآخِرَةِ، ولا مُستَنَدَ له في ذلكَ، ونحنُ عندَنا في إثْباتِ الرُّؤْيةِ أحاديثُ كَثيرةٌ مُتواترَةٌ من رِوايةِ جماعةٍ منَ الصَّحابةِ،، وقد سَاقَها ابنُ القَيِّمِ رحمه الله تعالى في كتابِ «حَادِي الأرْواحِ إلى بِلادِ الأفْراحِ» ([1])، وهوَ كِتابٌ في الجنَّةِ وأوْصافِها وما فيها. وقد ذكَرَ رُؤيَةَ اللهِ، وأوْردَ الأحاديثَ المُتواترَةَ فيها بسِياقاتِها وأسانِيدِها ورُواتِها.
الصفحة 1 / 193