×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

[إِحسانُ القَولِ فِي الصَّحابَة

وحُكمُ الطَّعنِ فِيهِم]

وَقُلْ خَيْرُ قَوْلٍ فِي الصَّحَابَةِ كُلِّهِمْ

 

 

وَلاَ تَكُ طَعَّانًا تَعِيبُ وَتَجْرَحُ

 

 فَقَدْ نَطَقَ الوَحْيُ المُبِينُ بِفَضْلِهِمْ

 

وَفِي الفَتْحِ آيٌ لِلصَّحَابَةِ تَمْدَحُ

*****

 ذَكَر هنا بقِيَّة الصَّحابَة بَعدَما ذَكَر العَشَرة المبشَّرِين بالجَنَّة، فقَالَ: «وقُل خَيرَ قَولٍ»: حتَّى لا يظنَّ أنَّ ذِكْر الفاضِلِ مِن الصَّحابَة تنقُّصٌ للمَفضُول، بل كلُّهم صَحابة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ولهم فَضلُ الصُّحبَة والمُناصَرَة للرَّسُول صلى الله عليه وسلم، والتَّلَقِّي عنه، فقد رَأَوا الرَّسول، وآمَنُوا به، واجتَمَعوا به، وصَلَّوا خَلفَه، وسَمِعوا قَولَه،.

قَولُه رحمه الله تعالى: «فِي الصَّحابة كُلِّهِم»: فِي صَحابَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، بأن تُثنِي عَلَيهِم وتَمدَحُهم؛ لأنَّهُم يستَحِقُّون هَذَا المَدحَ والثَّناءَ.

«ولا تَكُ طعَّانًا تَعِيبُ وتَجرَحُ»: لا يَجُوز تنقُّصُ أحدٍ مِنهُم، أو التِماسُ العُيوبِ لَهُم؛ كما تَفعَل الرَّافِضَة - قبَّحَهُم الله- ؛ فإنَّهم أعداءُ الدِّين وأعداءُ الأمَّة وأعداء المِلَّة، وكما تفعل الخَوارِج الَّذين يكفِّرون الصَّحابَة.

«فقد نَطَق الوَحيُ المُبِين بفَضلِهم»: الوحي يَشمَل القُرآنَ والسُّنَّة، فقد نَطَق الوَحيُ: قرآنًا وسُنَّة بفَضلِ صَحابَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، فالَّذي يَطعَن فيهم مُكذِّب لكِتابِ الله وسُنَّة رَسُولِه صلى الله عليه وسلم قال تَعالَى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ 


الشرح