«وتُصبِح»: فِي الصَّباح. فلا
تَكُن مِمَّن يُصبِح مُؤمِنًا ويُمسِي كافرًا، أو يُمسِي مُؤمِنا ويُصبِح كافرًا
بسبب الفِتَن، لا تكون كَذَلِكَ، إن شاء الله؛ لأنَّك عَلَى مَنهَج أهلِ السُّنَّة
والجَماعَة، وهَذِه فِي الفِرقَة النَّاجِيَة، قال صلى الله عليه وسلم: «وَسَتَفْتَرِقُ
هَذِهِ الأُْمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ
إِلاَّ وَاحِدَةً» ([1]).
وسُمِّيت
النَّاجِيَة؛ لأنَّها نَجَت من النَّار، ولم تقع فيها مع الفِرَق المُخالِفة.
وسُمُّوا أهل
السُّنَّة؛ لأنَّهم يعملون بسُنَّة الرَّسول صلى الله عليه وسلم، عملاً بقَولِه
صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي» ([2]).
وسُمُّوا
بالجَماعَة؛ لأنَّهم يَجتَمِعون ولا يَختَلِفون، فمِن سِمات أهلِ الحقِّ
الاجتِماعُ، ومن سِمات أهلِ الباطِل الافتِرَاق والاختِلاَف.
جَزَى الله
النَّاظِمَ عن الإِسلامِ والمُسلِمين خَيرًا، ونَفَعنا بما ذَكَره، وثبَّتَنا
وإِيَّاكم والمُسلِمين عَلَى قَولِ الحقِّ، والعَمَل به إلى يومِ نَلقَاه.
وبِهَذا انتَهَى
الشَّرح عَلَى هَذِه المَنظُومة المُبارَكة. والله تَعالَى أعلَمُ.
تمَّت فِي 8/3/1426هـ وصَلَّى الله عَلَى محمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحبِه
وسلَّم والحَمدُ لله ربِّ العالَمِينَ
***
([1]) أخرجه: أبوداود رقم (4596)، والترمذي رقم (2640)، وابن ماجه رقم (3991)، وابن حبان رقم (6247)، وأحمد رقم (8396).
الصفحة 2 / 193