فالإِيمانُ باليَومِ
الآخِرِ هو أَحَد أَركانِ الإِيمانِ، مَن أَنكَرَه كَفَر، فمَن قال: إنَّه لا
يُوجَد بعثٌ، وإنَّما هي الحَياةُ الدُّنيا فحَسْبُ! فهذا كافِرٌ؛ لأنَّه مُكَذِّب
لله ولِرَسُولِه صلى الله عليه وسلم ولإِجماعِ المُسلِمِين، ولِمَا هو مَعْلُوم من
الدِّينِ بالضَّرُورَة.
فلا شكَّ فِي كُفْر
مَن أَنكَر البَعثَ والنُّشورَ؛ ولِهَذا قال تَعالَى: ﴿زَعَمَ ٱلَّذِينَ
كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ قُلۡ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبۡعَثُنَّ ثُمَّ
لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلۡتُمۡۚ وَذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ﴾ [التغابن: 7]:
فالله أَمَر رَسُولَه صلى الله عليه وسلم أن يُقسِم برَبِّه أنَّه سَيبعَثُهم.
وقوله: ﴿زَعَمَ﴾ الزَّعمُ هو
الكَذِب؛ يعني: كَذَبوا فِي قَولِهم هَذَا.
قال تَعالَى: ﴿وَقَالُوٓاْ
إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ﴾ [الأنعام: 29].
وقال: ﴿ وَقَالُواْ مَا هِيَ إِلَّا
حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ ﴾ [الجاثية: 24].
وقال: ﴿أَيَعِدُكُمۡ
أَنَّكُمۡ إِذَا مِتُّمۡ وَكُنتُمۡ تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَنَّكُم مُّخۡرَجُونَ ٣٥ ۞هَيۡهَاتَ هَيۡهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ٣٦ إِنۡ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا
وَمَا نَحۡنُ بِمَبۡعُوثِينَ ٣٧﴾ [المُؤمِنون: 35،
37].
هَكَذا مَقالَة
الكُفَّار قديمًا وحديثًا، يُنكِرون البَعثَ، وليس لهم حُجَّة، إلاَّ أنَّهُم
يَقُولون: كيف يُبعَث النَّاس إذا ماتوا وصاروا ترابًا؟! فهذا مستحيلٌ!
﴿قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ﴾ [يس: 78] ؟! سبحان الله! هم من قَبْلُ كانوا غَيرُ مَوجُودِين أصلاً، ثمَّ خلقهم الله جل وعلا، فالَّذي خَلَقهم فِي أوَّلِ الأَمرِ قادِرٌ من باب أولى عَلَى إِعادَتِهِم. ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ