خَلۡقَهُۥۖ
قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ ٧٨
قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ
عَلِيمٌ ٧٩﴾ [يس: 78، 79].
فالقُرآن مَملُوء من
الرَّدِّ عَلَى مُنكِري البَعثِ.
وأيضًا: لو لم يُوجَد بعثٌ
وجَزاء عَلَى الأَعمالِ لَكان خَلَق الخَلْق عبثًا، كيف يَخلُقُهم ويَعملون
الأعمالَ الصَّالِحَة أو الأَعمالَ الكُفرِيَّة ثمَّ يَمُوتون ويُتْرَكُون؟! هَذَا
لا يَلِيق بعَدْلِ الله جل وعلا: ﴿ أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا
خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ ١١٥ فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا
هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ ١١٦﴾ [المُؤمِنون: 115،
116] ؛ تَعالَى الله عن هَذَا، فالله جل وعلا لا بُدَّ أن يبعث النَّاسَ، ويميِّز
المُؤمِنين من الكُفَّار، ويُجازِي المُؤمِن بإيمانه، ويُجازِي الكافِرَ بكُفرِه، ﴿وَمَا
خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا بَٰطِلٗاۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْۚ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ ٢٧ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ ٢٨﴾ [ص: 27- 28]:
كُلُّهم يَمُوتون ولا يُبعَثُون ولا يُجازَوْن عَلَى أَعمالِهم؟! حاشى وكَلاَّ.
ثمَّ إن الله هدَّد
الكُفَّار والمشركين والعصاة بأنَّهُم سيُرجَعون إلى ربِّهِم ويُحاسَبُون
ويُجازَوْن، فدلَّ عَلَى أنَّ البعثَ لا بُدَّ منه، وأنّه كائِنٌ لا مَحالَةَ،
والدُّنيا دار عمل، والآخِرَة دار جزاءٍ. هَذِه حِكْمَة الله سبحانه وتعالى.
والإِيمانُ باليَومِ
الآخرِ يَشتَمِل عَلَى الإِيمان بكُلِّ ما يكون بعد المَوتِ: من سُؤَالِ
المَلَكينِ فِي القَبْر، ومن عذاب القَبْر أو نَعيمِه، ومن القيام من القُبور
للبَعثِ للحَشرِ والوُقوفِ فِي المَحشَر، وما يجري بعد ذَلِكَ، كما تَواتَرَت
بذَلِكَ الأدِلَّة من الكِتابِ والسُّنَّة؛ فيَجِب الإِيمانُ بذَلِك.