×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

والإِيمانُ باليَومِ الآخِرِ من الإِيمانِ بالغَيبِ، فالإِيمانُ بالغَيبِ هو أَحَد أَركانِ الإِيمانِ، بل هو الإِيمانُ؛ فالإِيمانُ بالله وبأَسمائِه وصِفَاتِه من الإِيمانِ بالغَيبِ؛ لأنَّنا لم نَرَ الله سبحانه وتعالى.

والإِيمانُ بالمَلائِكَة من الإِيمانِ بالغَيبِ.

والإِيمانُ بالجِنِّ والشَّياطِين من الإِيمانِ بالغَيبِ.

والإِيمانُ بما يَكُون فِي آخِرِ الزَّمانِ مِمَّا أَخبَرَ عنه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم من الإِيمانِ بالغَيبِ.

والإِيمانُ بما وَقَع عَلَى الأُمَم الماضِيَة لم نَرَه، ولَكِنَّه من الإِيمانِ بالغَيبِ.

فالغُيوبُ إمَّا ماضِيَة وإمَّا مُستَقْبَلة، فيَجِب الإِيمانُ بِهَا؛ ولِهَذا قال سبحانه وتعالى فِي أوَّل سُورة البَقَرة: ﴿الٓمٓ ١ ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣ [البقرة: 1- 3]، بدأ بالإِيمانِ بالغَيبِ، فإِنكارُ البَعثِ يلزم منه إِنكارُ الإِيمانِ بالله جل وعلا وإِنكارُ المَلائِكَة وإِنكارُ كلِّ ما لا يقع تحت المُشاهَدَة فِي هَذِه الدُّنيا، وهذا قَولُ الدَّهرِيَّة والمَلاحِدَة والمُشرِكين، الَّذين يَكْفُرون بالغَيبِ.

فالإِيمانُ باليَومِ الآخِرِ يَشمل كُلَّ ما يَكُون بعد المَوتِ، وأوَّل ذَلِكَ أنَّ المَيِّت إذا وُضِع فِي قَبْره وسُوِّي عَلَيهِ التُّراب وانصَرَف عنه النَّاسُ، وإنَّه لَيسمَعُ قَرْع نِعالِهم، يأتيه مَلَكان، فتُعاد رُوحه فِي جسده ويُجلِسَانه، ويَسألانِه: من رَبُّك؟ ما دِينُك؟ من نَبِيُّك؟ ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1338)، ومسلم رقم (2870).