×
شرح المَنظُومَةُ الحائِيَّة

وهو الَّذي قاتلَ الخَوارجَ، وقَضى على فِتْنَتِهم وأراحَ المُسلمينَ مِن شَرِّهِم، وتحَقَّقَتْ فيه بُشرَى الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم في قَتْلِهم.

وهوَ أوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الصِّبيانِ: فأوَّلُ مَن أسلَمَ مِن الصِّبيانِ الأَحرارِ عليٌّ رضي الله عنه، وأوَّلُ مَن أسلمَ مِن الرِّجالِ الأحرارِ أبو بكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه، وأوَّلُ مَن أسلمَ مِن المَوالِي زيدُ بنُ حارثةَ رضي الله عنه، وأوَّلُ مِن أسلَمَ مِن العَبيدِ بِلالُ بنُ أبي رَباحِ رضي الله عنه، وأوَّلُ مَن أسلمَ مِن النِّساءِ خديجةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ رضي الله عنها.

فعليٌّ رضي الله عنه مِنَ السَّابقينَ الأوَّلينَ إلى الإسلامِ، وزَوجُ ابنةِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم فاطِمةَ، وأبو الحَسنيْنِ: الحَسنِ بنِ عليِّ، والحُسينِ بنِ عليِّ رضي الله عنهما، سَيِّدا شَبابِ أهْلِ الجنَّةِ. فلهُ فضائلُ عظيمَةُ.

وهوَ الَّذي قالَ فيه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يوْمَ خَيبرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَدًا رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولَهُ» ([1])، فاستَشْرَفَ الصَّحابةُ كلٌّ منهُم يُريدُ أن يكونَ هذا الشَّخْصَ الَّذي أخبَرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّه يُحِبُّ اللهَ ورسولَه، ويُحبّهُ اللهُ ورسولُه، فإذا هو عليٌّ رضي الله عنه، فهذا من فضائِلِه العظيمةِ، رضيَ اللهُ عنِ الجميعِ.

***


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (1379) والبيهقي في ((الشعب)) رقم (77)، وابن أبي عاصم في السنة رقم (1379).