عَلَى النَّهْرِ فِي الفِرْدَوْسِ تَحْيَا بِمَائِهِ
|
|
كَحِبِّ حَمِيلِ السَّيْلِ إِذْ جَاءَ يَطْفَحُ
|
*****
وجاء فِي الحَديثِ: «... انْطَلِقْ: فَمَن
كَانَ فِي قَلْبِهِ أَدْنَى أَدْنَى أَدْنَى مِن مِثْقَالِ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ
إِيمَانٍ فَأَخْرَجَهُ مِنَ النَّارِ» ([1]).
وقال صلى الله عليه
وسلم: «وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ» ([2])، ويَخرُج وقد
احتَرَق وصار فحمًا، فيُوضَع فِي نَهرٍ من أَنْهَار الجنَّة، فيَنبُت جَسَده كما
يَنبُت العُشبُ، ثمَّ يدخُل الجنَّة.
قَولُ النَّاظِم رحمه الله تعالى: «من
الفَحمِ»: تتفحَّمُ أَجسادُهم من العذابِ، فيُعِيد الله جل وعلا تلك الأَجسادَ
ويُعيد فيها الحياةَ، ثمَّ يُدخِلُهم الجنَّة.
قَولُه: «على النَّهرِ
فِي الفِردَوسِ تَحيا بمَائِه»: الفِردَوس هو أَعلى الجنَّة، ووَسَط الجنَّة،
ويَجرِي منه هَذَا النَّهرُ.
قَولُه: «كحِبِّ حَميلِ السَّيلِ إذ جاء يَطفَحُ»: كما جاء فِي الحَديثِ الصَّحيحِ: «حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ، فَجِيءَ بِهِمْ ضَبَائِرَ ضَبَائِرَ، فَبُثُّوا عَلَى أَنْهَارِ الْجَنَّة، ثُمَّ قِيلَ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ أَفِيضُوا عَلَيهِمْ، فَيَنْبُتُونَ نَبَاتَ الحِبَّةِ تَكُونُ فِي حَمِيلِ السَّيلِ» ([3])، «ضبائر»: يعني: جماعاتٍ مُحتَرِقين، فيُلْقَون فِي نَهر من أَنهارِ الجنَّة يسمَّى نَهرَ الحَياةِ، فيَحْيَون كما يَحْيا الحِبُّ الذي يَحمِلُه السَّيلُ، فالسَّيلُ إذا جَرى فِي
([1]) أخرجه: البخاري رقم (7510)، ومسلم رقم (193).