×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

وهي أشد منعًا وقبحًا من قوله: «مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ».

فأما إذا قال: أَنَا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، وَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ، فلا بأس، كما في حديث الثلاثة: «لاَ بَلاَغَ لِي الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللهِ ثُمَّ بِكَ» ([1]).

*****

وفي قوله تعالى: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [البقرة: 22]. فسرها ابن عباسٍ بقول الرجل: «لَوْلاَ اللَّهُ وَ أَنْتَ، مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ»، وما أشبه ذلك، فسرها بالشرك الأصغر، وإن كانت نازلة في الشرك الكبر، ولكن يستدل بالنازل في الشرك الأكبر -أيضًا- على الشرك الأصغر.

الألفاظ التي يجعل المخلوق فيها ندًا لله أشد من قول: «مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ»؛ لأن العبد له مشيئة، لكنها بعد مشيئة الله، قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ [الإنسان: 30].

ولهذا تقول: «مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ»، و«مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ».

أي: إذا جاء بلفظ «ثُمَّ»، زال المحظور، لماذا؟ لأنه جعل المخلوق بعد الله جل وعلا، وليس شريكًا له ومعه.

قوله: «حديث الثلاثة»: الثلاثة الذين جاؤوا في الحديث - الأبرص والأقرع والأعمى-، الذين أراد الله أن يمتحنهم، فأرسل إليهم ملكًا، فسأل الأبرص، فَقَالَ: «أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (3464)، ومسلم رقم (2964).