وهي أشد منعًا
وقبحًا من قوله: «مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ».
فأما إذا قال:
أَنَا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ، وَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ، فلا بأس، كما في
حديث الثلاثة: «لاَ بَلاَغَ لِي الْيَوْمَ إِلاَّ بِاللهِ ثُمَّ بِكَ» ([1]).
*****
وفي قوله تعالى: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ
أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 22]. فسرها ابن
عباسٍ بقول الرجل: «لَوْلاَ اللَّهُ وَ أَنْتَ، مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ»،
وما أشبه ذلك، فسرها بالشرك الأصغر، وإن كانت نازلة في الشرك الكبر، ولكن يستدل
بالنازل في الشرك الأكبر -أيضًا- على الشرك الأصغر.
الألفاظ التي يجعل
المخلوق فيها ندًا لله أشد من قول: «مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ»؛ لأن
العبد له مشيئة، لكنها بعد مشيئة الله، قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ﴾ [الإنسان: 30].
ولهذا تقول: «مَا
شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ شِئْتَ»، و«مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلاَنٌ».
أي: إذا جاء بلفظ «ثُمَّ»،
زال المحظور، لماذا؟ لأنه جعل المخلوق بعد الله جل وعلا، وليس شريكًا له ومعه.
قوله: «حديث الثلاثة»: الثلاثة الذين جاؤوا في الحديث - الأبرص والأقرع والأعمى-، الذين أراد الله أن يمتحنهم، فأرسل إليهم ملكًا، فسأل الأبرص، فَقَالَ: «أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3464)، ومسلم رقم (2964).