×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فصل في الإسراء

ثم أُسري برسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده - على الصحيح- من المسجد الحرام

*****

جاء الفرج الثاني، في هذه الأثناء أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى ليلاً، وعرج به إلى السماء.

أسري به صلى الله عليه وسلم، والإسراء هو: السفر بالليل ([1]).

وأنزل الله عز وجل في هذا قوله سبحانه وتعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ ءَايَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الإسراء: 1]، وكان الإسراء بروحه وجسده صلى الله عليه وسلم؛ لأنه قال: ﴿أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ، والعبد اسم للروح والجسد، فالروح وحدها لا تسمى عبدًا، وكذلك الجسد لا يسمى عبدًا وحده، فلا يسمى عبدًا إلا الروح والجسد معًا، وهذا هو الصحيح.

لأن هناك قول آخر؛ من يرى أنه أسري بروحه فقط، ولم يسر بجسده، ولكن هذا القول غير صحيح.

من المسجد الحرام، ما أُخِذَ من نفس المسجد، وإنما أُخِذَ من بيت أم هانئ بمكة؛ لأن كل ما هو داخل الأميال، فهو المسجد، يسمى بالمسجد الحرام.


الشرح

([1] انظر مادة (سري) في: العين (7/291)، وتهذيب اللغة (13/37)، والتلخيص معرفة أسماء الأشياء (1/ 117)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (2/364).