×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الاستئذان

وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الاِسْتِئْذَانُ ثَلاَثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ، وَإِلاَّ فَارْجِعْ» ([1]).

*****

الاستئذان: هو طلب الإذن بالدخول على البيوت.

قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتًا غَيۡرَ بُيُوتِكُمۡ حَتَّىٰ تَسۡتَأۡنِسُواْ وَتُسَلِّمُواْ عَلَىٰٓ أَهۡلِهَاۚ[النور: 27]؛ لأن البيوت لها حرمة، وأهلها لهم عورات وأسرار؛ فلا يجوز للإنسان أن يدخلها من غير استئذان، ولا أن يستمع إلى أهلها، ولا أن ينظر فيها من خصاص الباب، أو من فرجة، أو غير ذلك.

البيوت لها حرمة، وهذا من وسائل حفظ الفروج وحفظ العورات؛ لأن سورة النور كلها تدور حول المحافظة على الأعراض، وعلى الأسرار، فكل السورة تدور على ذلك، ومن ذلك: الاستئذان على البيوت، الله عز وجل أمر به، والنبي صلى الله عليه وسلم بين ذلك بقوله وبفعله صلى الله عليه وسلم، فهذا أدب من آداب الإسلام العظيمة، التي تحفظ المسلمين، تحفظ لهم كرامتهم، فهذا من محاسن الإسلام.

صح عنه صلى الله عليه وسلم في حديث أنه قال: «الاِسْتِئْذَانُ ثَلاَثٌ»؛ أي: ثلاث مرات. ثم قال: «فَإِنْ أُذِنَ لَكَ»؛ أي: في خلال الثلاث.

«وَإِلاَّ فَارْجِعْ»؛ أي: لا تزد على الثلاث.


الشرح

([1] أخرجه: البخاري رقم (6245)، ومسلم رقم (2153).