فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في القتال
وكان صلى الله
عليه وسلم يستحب القتال أول النهار؛ كما يستحب الخروج للسفر أوله، فَإِذَا لَمْ
يُقَاتِلْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ أَخَّرَ الْقِتَالَ حَتَّى تَزُولَ الشَّمْسُ،
وَتَهُبَّ الرِّيَاحُ، وَيَنْزِلَ النَّصْرُ ([1]).
*****
هذا الفصل في بيان
سياسته صلى الله عليه وسلم في الحرب وهديه.
سياسته في الحرب
أكمل سياسة، وكان صلى الله عليه وسلم يحرص على المنهج الذي يكون موصلاً إلى
المطلوب في الحرب؛ لأنه صلى الله عليه وسلم إنما بعث رحمة، فجهاده رحمة صلى الله
عليه وسلم، وسيرته في الجهاد رحمة، وليست طريقة غشم وجبروت، إنما هي طريقة ربانية؛
لأن الجهاد عمل مشروع؛ عبادة، فلا بد أن تؤدى على الوجه المشروع.
وقوله: «وكان صلى الله
عليه وسلم يستحب القتال أول النهار»؛ أي: كان صلى الله عليه وسلم يستحب ويستحسن
أن تكون بداية القتال في أول النهار؛ لأنه وقت النشاط، ولأنه وقت البركة في
الأعمال، فكان صلى الله عليه وسلم يتحرى القتال في أول النهار، فالبكور فيه بركة،
فيه خير، فيه نشاط ([2]).
كذلك كان من هديه
صلى الله عليه وسلم أنه إذا أراد أن يسافر، فإنه يبدأ في السفر من أول النهار.
إذا لم يبدأ القتال في أول النهار لعارض من العوارض،
الصفحة 1 / 613