فصل في قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
وبلغ الأنصار
مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، فكانوا يخرجون كل يومٍ إلى الحرة، فإذا
اشتد حر الشمس، رجعوا إلى منازلهم.
*****
تقدم أن النبي صلى
الله عليه وسلم لما التقى بالأنصار عند جمرة العقبة، بايعوه على الإسلام، وعلى أن
يهاجر إليهم، وأن يحموه مما يحمون منه أنفسهم وأولادهم وأموالهم.
فكانوا ينتظرون
مقدمه صلى الله عليه وسلم، فلما بلغهم خروجه صلى الله عليه وسلم من مكة متوجهًا
إليهم، فرحوا بذلك فرحًا شديدًا، ولم يقتصر هذا على أنهم ينتظرونه، وهم في بيوتهم
أو في مزارعهم؛ إذ كانوا يخرجون من المدينة؛ ليستقبلوا رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فيخرجون ينتظرونه في الحرة.
والحرة معروفة، وهي
الأرض السوداء ذات الحجارة السوداء ([1])، فالمدينة كانت بين
حرتين: الحرة الشرقية، والحرة الغربية، فكانوا ينتظرونه في الحرة على طريق القادم
إلى المدينة، حتى يشق عليهم حر الشمس، فيرجعون إلى بيوتهم، واستمروا على هذا
أيامًا.
وفي اليوم الأخير خرجوا على عاداتهم ينتظرونه، حتى اشتد عليهم حر الشمس، فرجعوا إلى بيوتهم.
الصفحة 1 / 613