×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثاني

فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر

*****

قال رحمه الله: «فصل: في هديه صلى الله عليه وسلم في الذكر»؛ أي: في ذكر الله سبحانه وتعالى؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم هو إمام الذاكرين.

قال الله تعالى: ﴿وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِي نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ [الأعراف: 205].

فأمره أن يذكره -سبحانه-، ويداوم على ذكره سرًا وجهرًا، ولا سيما بالغدو -أي: الصباح-، وفي الآصال، وهو المساء، وألا يكون من الغافلين، الذين لا يذكرون الله سبحانه وتعالى، وإنما يلهون ويلعبون، وينشغلون في هذه الدنيا ومتاعها، فهذه علامة الأشقياء.

فقد وصف الله عز وجل المنافقين بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلاً، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا [النساء: 142]، فالمؤمن لا يشبع من ذكر الله تعالى، بل يلهج دائمًا بذكر الله عز وجل، بالقلب واللسان وبالأعمال الصالحة، هكذا يكون المؤمن.

والله تعالى قال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا [الأحزاب: 41].

والذكر من أفضل أنواع العبادات، العبادات كلها إنما شرعت لأجل ذكر الله سبحانه وتعالى، فكلها ذكر لله، والمؤمن: لا يَفْتَأُ ولا يفتر عن ذكر الله، حتى وهو في أعماله وأشغاله الدنيوية، فهو يذكر الله سبحانه وتعالى.

قال تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [الجمعة: 10].


الشرح